«بني وطني يا ليوث الصدام وجند الفداء... لأنتم حماة العرين أباة نشدتم لدى الموت حق الحياة»، بهذه الكلمات من قصيدة تونسية شهيرة شدت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ليل الاثنين - الثلثاء، لتلهب حماسة آلاف الحاضرين في مدرجات مسرح قرطاج في تونس. ضمن نشاطات الدورة ال 49 من مهرجان قرطاج أحد أعرق المهرجانات العربية، غنّت صاحبة «كلمات» للحب والحرية والوطن وأطربت آلاف التونسيين القلقين مما آلت إليه الاوضاع في وطنهم الذي يعاني اضطرابات سياسية وأمنية غير مسبوقة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 تموز (يوليو) الماضي. وبعد توقف استمر أسبوعاً بسبب حالة الحداد التي أعلنت في البلاد، عاد مهرجان قرطاج ليضيء شموعه ويبث بعض الفرح في نفوس مرتاديه ممن سئموا السياسة وهمومها. واستهلت الرومي حفلتها بأغانيها الشهيرة، وسط تفاعل كبير من الحاضرين الذين رددوا معها أغانيها الرومانسية مثل «خدني حبيبي» و «كلمات». بدت الرومي مستعدة لهذه الحفلة ولم تنس ان تغني للحرية والوطن حين أنشدت اغنية «بني وطني» للمغنية التونسية الراحلة عليّة، فتفاعل معها الجمهور الذي صفّق مطوّلاً. وكانت الرومي زارت تونس الشهر الماضي للتحضير لحفلتها في قرطاج، وأصرّت على زيارة قبر السياسي المعارض شكري بلعيد الذي اغتيل قبل ستة أشهر. وقالت لصحافيين في مقبرة الجلاز بينما كانت تبكي، انها تأمل بأن يعم السلام والحرية في تونس وأن تزهر دماء بلعيد ديموقراطية وحرية وتسامحاً.