أطلّ الفنان المصري عمرو واكد بمظهر الفلاح البسيط ذي الجلباب المتواضع والشارب العريض في المسلسل الرمضاني «الزوجة الثانية» الذي أثار ردود فعل متضاربة، خصوصاً أنه مأخوذ عن فيلم سينمائي مصري شهير من بطولة شكري سرحان وسعاد حسني. عن سبب اختياره الدور، يقول واكد ل «الحياة»: «المخرج خيري بشارة الذي تعاونت معه ثلاث مرات سابقاً، هو السبب الرئيس لمشاركتي في هذا العمل، إضافة الى صعوبة الشخصية المركبة التي أقدمها (أبو العلا). فهذا الرجل، وبعدما ذاق ويلات الظلم وضاعت حقوقه وتعرض للسجن، تحوّل الى شخصية ظالمة تبطش بالجميع بعد خروجه من السجن وتوليه عمدة البلد». ويضيف واكد: «الشخصية وضعتني في تحدٍ كبير، فمنذ فترة وأنا أعمل على دراستها جيداً، وربما أصولي الريفية ساعدتني على خروج الأداء في هذا الشكل، ولم يكن هدفي تقليد الراحل الكبير شكري سرحان، خصوصاً أن هناك من وضعني في مقارنة معه». ويرى واكد أن الجدل الذي أثير حول المسلسل وكثرة الانتقادات ضده، جزء من حملة التشهير التي تستهدفه، خصوصاً دعوات الى إسقاط جنسيته المصرية بعد آراء صرّح بها، وفُهمت أنها انتقاد لرؤساء مصر السابقين، وعلى رأسهم جمال عبدالناصر. يذكر أن العمل أثار أيضاً الإعجاب بشهادة كثيرين، مبدياً سعادته تجاه ردود الفعل التي تلقاها على المواقع الاجتماعية والإخبارية وحساباته الشخصية على موقعي التواصل «فايسبوك» و «تويتر». وعن اتجاه معظم الأعمال الدرامية هذا العام الى تقديم شخصية متدين يتاجر بالدين يقول: «لم أتابع الأعمال الدرامية بما فيها مسلسلي لكثرة أسفاري، ولكن أعتقد بأن هذا التركيز هو نتيجة طبيعية لأداء جماعة «الإخوان المسلمين» وتجربتهم الكوميدية في الحكم، وتصرفات كثيرين من المحسوبين على التيارات الإسلامية المتسمة بالعنف والتطرف. وهذا طبيعي، فالفن الجيد أداة للتعبير عن الواقع والتأثير في الرأي العام، ومن هنا جاء دوره للرد عليهم ووقفهم عند حدودهم». وهل يرى أن قلة الأعمال الدرامية هذا العام نتيجة طبيعية للأحداث السياسية، وتخوف من جانب المنتجين؟ يجيب: «من قال إن المنتجين يغامرون بأموالهم، بالعكس قلة الأعمال الدرامية هذا العام، ستعوض خسارة المنتجين في الأعوام السابقة، فالإعلانات التي كانت توزع على 60 مسلسلاً قبل ذلك، ستوزع على العشرين أو الثلاثين عملاً هذا العام». ويرفض واكد المعروف بميوله الثورية، تعميم الاتهامات التي تلاحق الإعلاميين والفنانين من الإسلاميين في مصر أخيراً، موضحاً أن القافلة ستسير مهما حدث. «اصحاب التيارات الإسلامية السياسية وغيرهم، لم ولن يستطيعوا أن يؤثروا في مسيرة الفن والحريات في مصر بعد الثورة، ذلك أن عهد الكبت والخوف مضى بلا رجعة». ويدين واكد إغلاق القنوات الفضائية المحسوبة على التيار الإسلامي بعد عزل الرئيس محمد مرسي، ويقول: «أنا ضد اعتقال أي أحد من دون تهمة وضد تكميم الأفواه وغلق القنوات الفضائية، هناك مهنية للدولة، لكنّ المخطئ يجب أن ينال جزاءه، وأدعو إلى محاكمة من يدعو إلى التحريض والقتال تحت مسمى الجهاد وما شابه». ويتمنى واكد ألا يعود الفن المصري الى ما كان عليه في زمن نظام مبارك، اذ «أغلق نحو 150 دار عرض، ولم تدعم الدولة الفنون أو قصور الثقافة التي «تعفنت» وتراجعت عن أداء دورها المرجو»، داعياً إلى استقلالية الفن وحريته بعيداً من أيدي السلطة. ويرى واكد أن الفن العربي ينتظره مستقبل باهر مع بروز المستقلين الجدد الذين رسموا تضاريس جديدة له عبر التكنولوجيا الحديثة والأفكار المتجددة والمعبرة عن الواقع المتغير. يذكر أن مسلسل «الزوجة الثانية»، سيناريو ياسين الضو وإخراج خيري بشارة وبطولة علا غانم وآيتن عامر وعمرو عبدالجليل وأحمد صيام وإيناس عز الدين.