أخذ الطفل عمار موسى النجار بسحنته البرماوية الصافية في التقدم باتجاه المحراب ليؤم المصلين في مسجد قرية الفريق في الطرف الجنوبي من وادي حلي بمحافظة القنفذة، أخذ عمار يقرأ من سورة النساء بصوت عذب وسلاسة تنم عن حفظ وتمكن من الآيات، قبل ذلك كان والده موسى النجار معلم حلقة التحفيظ ببلدة الفلحة يعيد قياس مستوى المايكرفون حتى يدنو من مستوى القارئ الصغير. يتولى عمار إمامة المصلين الذين يتوافدون من مناطق مختلفة لما حباه الله من صوت عذب وشجي يشهد له به الحضور الغفير الذي يوجد خلفه مع ليونة الأوتار الحلقية التي تبللت بالآيات العذاب، يصلي ثماني ركعات من أصل التراويح ثم يتولى والده ركعات الشفع والوتر والقنوت بالمصلين. يستعد عمار النجار الذي يحفظ القرآن الكريم كاملاً للانتقال إلى الصف الثاني المتوسط بمدرسة الإمام حفص لتحفيظ القرآن بقرية الصفة يرافقه زملاء دراسته الذين يحبونه كثيراً، ويذكر معلم اللغة العربية بالمدرسة محمد أحمد الصحبي في حديثه إلى «الحياة» أن الطالب عمار نموذج للطالب المميز في أخلاقه وتعامله مع زملائه ومعلميه، وهو لا يكاد يغيب عن الأنشطة اللاصفية في المدرسة وكثيراً ما يبرز في الإذاعات الصباحية والفعاليات الاحتفالية إذ فرض حضوره وأثبت موهبته رغم صغر سنه وهدوئه اللافت، موضحاً « عمار حفظ القرآن في سن مبكرة من فصاحة لسان وطهارة جنان ونباهة في عقله وتقدم في نتائجه وتحصيله». شقيقه عزام النجار الذي يصغره بسنوات ويدرس في المدرسة ذاتها التي يرتادها تميّز بحفظ عشرات الأحاديث وشارك في مسابقات السنة النبوية التي تنظمها إدارة تعليم محافظة القنفذة ويحقق مراكز متقدمة بحسب ما صرح به مدير المدرسة الحسين الدهمي ل «الحياة». عزام وعمار يرافقان والدهما في كل المناسبات الدينية والاجتماعية ويلقيان حظوة وحفاوة لدى كبار السن والدعاة الذين يلاقونهما في تلك الأمسيات. كما ويتعاملان بعفوية وبساطة تناسب سنيهما مع بقية زملاء الصف ورفقاء حلقة التحفيظ إلى جانب الأدب الجم الذي يمتازان به.