أعلنت واشنطن مساء أول من أمس، تمديد إغلاق 19 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وإفريقيا حتى العاشر من آب (أغسطس) الجاري لدواعٍ أمنية إثر ورود معلومات استخبارية تفيد بأن تنظيم «القاعدة» قد يشن هجوماً وشيكاً. وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن القائمة تضم 15 من البعثات الديبلوماسية التي أغلقت الأحد، وأربع بعثات جديدة، فيما أشارت إلى أن عدداً من البعثات الديبلوماسية الأخرى التي أغلقت الاحد فتحت أبوابها أمس. وصرحت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان بأن هذا الإجراء «ليس مؤشراً على مجموعة من التهديدات الجديدة بل دليل على التزامنا بتوخي الحذر وأخذ التدابير المناسبة لحماية موظفينا، بما في ذلك الموظفين المحليين والزوار في بعثاتنا». وكانت واشنطن أعلنت الخميس الماضي، إغلاق ما لا يقل عن 25 من بعثاتها الديبلوماسية أول من أمس، اثر اعتراض رسائل صادرة عن قياديين كبار في «القاعدة». وقال رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول أن الولاياتالمتحدة في حالة استنفار، متحدثاً عن «واحد من أدق التهديدات وأكثرها صدقية التي رأيتها منذ 11 أيلول (سبتمبر)» 2001. وأضاف أن ثمة اعتداءً «وشيكاً» على ما يبدو. وأشار عضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بيتر كينغ إلى أن المعلومات تتحدث عن «اعتداء كبير وهناك أيضاً بعض التواريخ المذكورة»، موضحاً: «نعتقد أن ذلك سيحصل على الأرجح في الشرق الأوسط أو حول سفارة لكن لا يوجد أي تأكيد». وأوضح بيان وزارة الخارجية أن البعثات الديبلوماسية في كل من أبو ظبي، عمان، القاهرة، الرياض، الظهران، جدة، الدوحة، دبي، الكويت، المنامة، مسقط، صنعاء، طرابلس، أنتاناناريفو، بوجمبورا، جيبوتي، الخرطوم، كيغالي وبورت لويس أغلقت أبوابها أمس، وستبقى كذلك حتى السبت المقبل. وأضاف أنه في المقابل فإن «عدداً آخر من البعثات الديبلوماسية سيفتح أبوابه الاثنين (أمس) لتسيير المسائل الجارية ومن هذه البعثات دكا، الجزائر العاصمة، نواكشوط، كابول، هيرات، بغداد، البصرة وأربيل». وكانت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا أعلنت إغلاق سفاراتها في صنعاء يومي أول من أمس وأمس، بعد التحذير الذي اطلقته واشنطن من خطر تعرض مصالح غربية في العالم لهجمات إرهابية. كما قررت كندا إغلاق بعثتها الديبلوماسية في دكا عاصمة بنغلادش أول من أمس من باب الحيطة. وعشية إغلاق السفارات الأميركية في العالم العربي وإسرائيل وأفغانستان وبنغلادش موقتاً، عُقد اجتماع على أعلى مستوى السبت الماضي، في البيت الأبيض لبحث التهديدات الارهابية الصادرة عن «القاعدة»، برئاسة مستشارة الامن القومي سوزان رايس وبحضور وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو. كما شارك مديرو وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) ومكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووكالة الأمن القومي، فضلاً عن سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. وأمر الرئيس باراك اوباما منذ مساء الجمعة الماضي، باتخاذ «كل التدابير الضرورية لحماية الأميركيين». وبعد قليل على صدور التحذير الأميركي، أطلقت منظمة «الانتربول» تحذيراً أمنياً شاملاً دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ اقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات «القاعدة». وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون في وسط شرقي فرنسا في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها «بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان». إجراءات أمنية في اليمن وفي اليمن حيث تركز إغلاق السفارات خشية تهديد ارهابي، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية امس، عن خطة أمنية لتشديد الإجراءات على المنشآت والمواقع والإستراتيجية، تحسّباً لهجمات لتنظيم «القاعدة». وأفادت الوزارة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، انها اتخذت «تدابير لتشديد إجراءات التفتيش في نقاط الحزام الأمني ومداخل المدن ومنع دخول السلاح نهائياً، واتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين الطرقات والخطوط الطويلة وحماية المسافرين». وتشمل الإجراءات الأمنية أيضاً المنشآت والمواقع المهمة والاستراتيجية، بما فيها السفارات والموانئ والمطارات وأنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية. وقال مصدر أمني يمني إن «حدّة المخاوف الأمنية تصاعدت لدينا من مخطط وشيك لتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات تستهدف شخصيات ومنشآت أمنية وعسكرية في كل من العاصمة صنعاء وعدن». وأوضح أن تحليق مروحيات عمودية في أجواء العاصمة صنعاء، يأتي ضمن التدابير الأمنية التي أعلنت عنها الوزارة، محذراً من «مخططات إرهابية» تستعد مجاميع تابعة لتنظيم «القاعدة» لتنفيذها داخل العاصمة. وأُثيرت مخاوف في الفترة الأخيرة من قيام تنظيم «القاعدة» في اليمن بتنفيذ هجمات واسعة تستهدف مصالح حكومية وأجنبية كشركات النفط والسفارات الغربية، إنتقاماً لمقتل 13 من عناصره بغارات لطائرات أميركية من دون طيّار في محافظات جنوب وشرق اليمن الأسبوع الماضي.