أبدى الرئيس السوري بشار الأسد الذي حققت قواته النظامية اختراقات ميدانية في الشهرين الماضيين في مواجهة المقاتلين المعارضين، «ثقته بالنصر» في النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين. وقال الأسد في كلمة موجهة إلى القوات المسلحة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إنه «لو لم نكن في سورية واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد عامين على العدوان». وتأتي تصريحات الرئيس السوري بعد أربعة أيام من استعادة القوات النظامية السيطرة حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط) التي يعدها الناشطون المعارضون «عاصمة الثورة». كما تأتي بعد نحو شهرين من سيطرة القوات النظامية ذات الترسانة العسكرية الضخمة المتضمنة سلاحاً جوياً، والمدعومة من «حزب الله» اللبناني، على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، بعدما بقيت في أيدي المعارضة لأكثر من عام. وأضاف الأسد متوجهاً إلى الجنود في العيد الثامن والستين للجيش السوري: «ثقتي بكم كبيرة وإيماني راسخ بقدرتكم (...) على الاضطلاع بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقكم». وتابع: «أظهرتم ولا تزالون شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب وأذهلتم العالم أجمع بصمودكم وقدرتكم على تحقيق الإنجازات (...) في مواجهة أشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث». من جهته، اعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد من أجل وضع حد للنزاع الدامي في البلاد، لكنه رفض التحاور مع «الإرهاب»، وفق ما قال في حديث إلى صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية. وأكد الحلقي: «نحن مع الحوار، لكننا لا نتحاور مع الإرهاب»، واعتبر أنه «ليس المطلوب من سورية أن تجلس في جنيف لتفاوض منظمات إرهابية صنفها مجلس الأمن بأنها منظمات إرهابية». وأضاف «أن ما يسمى الجيش الحر هو بالأساس عبارة عن كذبة لتغطية ما تقوم به تلك المجموعات الإرهابية ومعظم عناصره اليوم في صفوف النصرة والقاعدة». وشدد رئيس الوزراء على أن «سورية مؤمنة بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة التي يمر بها البلد... ودعت المعارضة في الخارج للمشاركة، كما دعت المجموعات المسلحة التي تركت السلاح وتعهدت بعدم العودة إليه للانخراط في هذه اللقاءات». وأشار إلى أن ذلك سيكون «بهدف إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإنجاز المصالحة الوطنية ووقف نزيف الدم السوري». وأضاف أن «موقف المعارضة هو الرفض واختيار العمل المسلح ضد المواطنين السوريين والجيش العربي السوري والممتلكات العامة والخاصة». ورأى الحلقي أن «السوريين يستطيعون حل مشاكلهم عبر الحوار وعلى أن يكون الحل سورياً وبقيادة سورية بعيداً عن التدخل الخارجي، وعلى قاعدة وحدة سورية وأمنها واستقرارها ومن دون شروط مسبقة». واعتبر أن «صندوق الاقتراع هو الحكم وهو الفيصل في اختيار من سيحكم هذا البلد».