لمحت الخرطوم إلى وجود إتفاق سري بينها وبين جنوب السودان يجري حالياً تنفيذه ويرتبط بما يجري حالياً من تطورات سياسية وأمنية في الدولة الوليدة، ويقضي الاتفاق بتطبيع علاقاتهما وفك ارتباط جوبا مع المتمردين الشماليين. وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع للصحافين إن هناك «إتفاقاً قوياً» يجري تنفيذه بين الخرطومجوبا يقضي بقطع حزب «الحركة الشعبية» الحاكم في دولة الجنوب العلاقة مع قادة متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان. ودعا نافع الى الضغط على متمردي «الحركة الشعبية» ومنعهم من احتجاز المواطنين دروعاً بشرية في مناطق العمليات من أجل الحصول على المساعدات الانسانية التي تذهب لدعم جيش المتمردين. وقال إن دولة الجنوب حسمت أمرها في إصلاح علاقتها مع السودان. وتابع: «نعتقد أن الجنوب حسم أمره على أن يصلح علاقاته مع السودان». وشدد على أن الذي يحدث في الجنوب سيعينه على تطوير العلاقات وتنفيذ الإتفاقات الموقعة بين البلدين. وأضاف: «هذا ما نرجوه ونحن نطمع في أن تكون هناك علاقات قوية ومستقرة تقوم على أساس التعاون بين البلدين». ووصف نافع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بأنهم جزء من «الحركة الشعبية» الحاكمة في الجنوب. ورأى أن الذي يجري في الجنوب - في اشارة إلى حل الحكومة واقالة نائب الرئيس رياك مشار - سيعين على تطوير علاقات البلدين وتنفيذ اتفاقات السلام. وسخر من تصريحات الأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان بأن شمس النظام الحاكم في الخرطوم أفلت. وقال (مذكّراً بقول جرير المشهور عن الفرزدق): «زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ... فانعم بطول سلامة يا مربع». وفي المقابل أعلن وزير خارجية دولة جنوب السودان برنابا بنيامين في أول خطاب رسمي له أمام قمة دول البحيرات التي تستضيفها كمبالا أمس أن بلاده ترغب في التعاون مع السودان لتخطي العقبات القائمة بينهما خصوصاً في ما يتعلق بالاتهامات المتبادلة بدعم حركات التمرد كل في الدولة الأخرى. وقال برنابا انه جاء برسالة قوية وواضحة ومختصرة من رئيسه سلفاكير ميارديت انه «لا للحرب نعم للسلام نعم لحسن الجوار». وعلّق بنيامين انه عندما دخل القاعة جلس بالقرب من نائب الرئيس السوداني الحاج ادم يوسف وانهما تبادلا الابتسامات والتحايا، معتبراً ذلك دليلاً على عدم وجود مشاكل بين البلدين. ولم يكن نائب الرئيس السوداني ضمن من سيتحدثون في أجندة الجلسة الافتتاحية، إلا أنه وبعد أن أعطيت الفرصة إلى وزير خارجية جنوب السودان لمخاطبتها باعتبار الجنوب دولة منضمة حديثاً إلى المنظمة، أصر السودان على مخاطبة الجلسة أيضاً. فرد يوسف على خطاب ممثل الجنوب، مؤكداً استعداد السودان للتعاون التام مع جوبا واستمرار تدفق النفط لصالح البلدين شرط إن يوقف جنوب السودان دعمه المتمردين في السودان. من جهة أخرى، كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان دخوله في مشاورات جادة مع حزبي الأمة برئاسة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي للمشاركة في التشكيل الحكومي الجديد الذي أشار إلى أنه سيشمل جميع مستويات الحكم والحزب. وقال مسؤول في الحزب الحاكم إن حزبه بدأ مشاورات فعلية مع حزبي المهدي والترابي للمشاركة في الحكومة الجديدة المتوقع اعلانها عقب عطلة عيد الفطر.