نفذت الشرطة الايطالية صباح اليوم (الجمعة) عمليتين كبيريتن لمكافحة المافيا في روما وكالابريا طالتا حوالى مئة شخص حسب ما علم من اجهزتها. وقالت الشرطة في بيان ان العملية التي اطلقت فجرا في روما سمحت ب"توجيه ضربة قاضية لشبكة المافيا الناشطة منذ سنوات في العاصمة" الايطالية. وصرح المتحدث باسم الشرطة ماريو فيولا لوكالة فرانس برس ان العملية التي نفذت في روما استهدفت اشخاصا قاموا ب"انشطة غير مشروعة" في العاصمة وفي لاتسيو اي منطقة اوستيا. وكانت انشطة هذه الشبكة واسعة من تهريب المخدرات والفوائد وابتزاز التجار ومراقبة سوق آلات القمار والتسلل الى الاجهزة الادارية لمنح المساكن الاجتماعية ومراقبة الانشطة البحرية على شاطىء اوستيا. وافادت الشرطة ان "تحقيقا مطولا" سمح "لاول مرة بتقديم عناصر للنيابة العامة لكشف شبكة مافيا في العاصمة" روما. والعملية نفذت نتيجة تحقيق مطول لشرطة روما سمح بمتابعة "كافة المراحل الاجرامية لمنظمة المافيا" بدءا بانضمام عضو جديد الى الاتفاقات بين زعماء المافيا لتقاسم المناطق مرورا بالاجتماعات لتسوية المشاكل الناجمة عن ادارة المناطق وايضا التخطيط للاغتيالات "اللازمة لضمان التفوق" في بعض الانشطة. وبحسب الشرطة تم استهداف عصابات تعتبر "الاهم في الجريمة المنظمة في روما وصقلية" مثل اسر فاشياني وترياسي واغاتي "التي تقاسمت لسنوات المسائل الاجرامية خصوصا على الساحل". وقال المحققون "منذ حوالى عشرين سنة توزع افراد في عصابات فاشياني وترياسي المناطق في روما للقيام بانشطتهم غير المشروعة بسلام". وذكرت وكالة الانباء الايطالية ان حوالى 500 من عناصر الشرطة شاركوا في العملية في روما "الاكبر التي تنفذها" الشرطة في العاصمة وضواحيها. وشاركت في العملية مروحية ووحدات مع كلاب بوليسية ودوريات من الشرطة البحرية. وتجاوزت العملية الحدود الوطنية اذ اعتقل زعيم تاريخي في اسرة ترياسي مع زوجته في اسبانيا على جزيرة تينيريف واقتيد الى سجن اسباني. وتم توقيف اثنين اخرين في برشلونة. والعملية الثانية "المنفصلة" طالت 65 شخصا في منطقة كاتنزارو في كالابريا بينهم "مقاولون وسياسيون ومحامون" واطباء وموظفون في ادارة السجون حسب ما ذكر ماريو فيولا. واضافة الى تهمة الانتماء الى المافيا وجهت الى البعض تهم القتل في اطار الحرب الداخلية للمافيا بين عامي 2005 و2011. ومافيا ندرانغيتا واصلها من كالابريا انتشرت في السنوات الماضية في شمال ايطاليا وهي الاكثر نشاطا وعنفا من الشبكات الاجرامية الايطالية الاربع. والشبكات الثلاث الاخرى هي كوزا نوسترا (صقلية) وكامورا (نابولي) وساكرا كورونا اونيتا (بولييه). ونفذت العمليتان غداة تعيين مدع عام جديد لمكافحة انشطة المافيا فرانكو روبيرتي (65 عاما) الذي كان حتى الان رئيس نيابة ساليرنو في نابولي. وهو يحل في هذا المنصب محل الرئيس الحالي لمجلس الشيوخ بيترو غراسو الذي دخل المعترك السياسي في كانون الثاني/يناير الماضي. وغالبا ما تنفذ هذه العمليات في ايطاليا. وصرح فيتوريو ميتي الباحث في جامعة كاتنزارو الاخصائي في مكافحة المافيا لفرانس برس ان "العمليات الواسعة النطاق في هذا المجال طبيعية لان كل الاشخاص الصادرة بحقهم مذكرات توقيف ينتمون الى المنظمة الاجرامية نفسها". واكد ان "هذه العمليات الكبيرة ليست اعلامية وليست اختبار قوة بل يعود حجمها لتورط عدد كبير من الاشخاص في الجرائم نفسها".