أكد رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين أمس، استعداد المجلس للتعاون مع البرلمان الأوكراني المنتخب، على رغم سيطرة الأحزاب الموالية للغرب والتي تسعى إلى إبعاد أوكرانيا عن فلك روسيا، على مقاعده. وقال: «نأمل في أن يساهم البرلمان الأوكراني المنتخب في إنهاء الحرب الأهلية، وحل أزمة مناطق الشرق ووقف تصعيد التوتر. وأعضاء الدوما مستعدون لأي اتصال من أجل استعادة العلاقات الطبيعية بين البرلمانين». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن موسكو ستعترف بنتائج الانتخابات البرلمانية، على رغم عدم تنظيمها في مناطق الشرق التي يسيطر انفصاليون عليها، لكنه أشار إلى أن موسكو ستعترف أيضاً بانتخابات المناطق الانفصالية الأحد المقبل، فرد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه هذا الأمر «يشكل انتهاكاً واضحاً لتعهدات روسيا والانفصاليين في اتفاقات مينسك» الخاصة بوقف النار في الشرق. على صعيد آخر، نفى الكرملين شائعات خاصة بالوضع الصحي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت تحدثت تقارير إعلامية غربية أخيراً أحدها لصحيفة «نيويورك بوست» عن إصابته بالسرطان. وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «إنها مجرد تكهنات. ليصمت مطلقوها، كل شيء على ما يرام». وأفادت صحيفة «نيويورك بوست» بأن «بوتين يعاني من إحدى المراحل الأخيرة لسرطان البنكرياس، ويعالجه طبيب ألماني التقاه قبل سنوات حين كان عميلاً لجهاز الاستخبارات السوفياتي «كي جي بي») في ألمانيا. وتابعت: «يبرر ذلك استعجال بوتين اجتياح أوكرانيا». وكانت شائعات سرت في روسيا عام 2012 عن الوضع الصحي لبوتين، الذي أرجأ مرات تنقلاته وزياراته الى الخارج، وشوهد يعرج. وأكدت وسائل إعلام روسية حينها أن بوتين يعاني من تفاقم وضع جرح قديم في العمود الفقري، لكن الكرملين نفى هذه المعلومات. وأمس، باشر الأوروبيون والأوكرانيون والروس محادثات في بروكسيل لمحاولة التوصل الى اتفاق لتسوية نزاع الغاز المقطوع عن أوكرانيا منذ حزيران (يونيو) الماضي والذي يهدد إمدادات أوروبا في الشتاء، فيما شكك وزير المال الأوكراني أولكسندر شلاباك في احتمال الخروج بنتيجة إيجابية، أما المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتينغر فحدد فرص نجاح المفاوضات الجديدة بنسبة 50 في المئة؟ ولفت أوتنيغر إلى أن أوكرانيا «أنتجت الغاز بنفسها في الأسابيع الأخيرة، ووفرت الطاقة وحصلت على غاز من السوق الأوروبية وخزّنته، ولكننا نحتاج إلى إنجاز إمدادات أوكرانيا من خلال شراء الغاز من روسيا، لذا يجب أن ندفع الفواتير السابقة أولاً، وقيمتها 4,6 بلايين دولار. واستدرك أن أوكرانيا «ليست قادرة عملياً على الدفع، فيما حصلت على بلايين من المساعدات من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، ويجب أن تستخدم جزءاً منها لشراء الغاز. كما يجب على كييف أن تتكفل بنفقات أخرى، مثل إعادة بناء الطرقات أو «شراء أسلحة». ولإعادة إطلاق الشحنات، تطالب روسيا بمتأخرات قيمتها 1,45 بليون دولار وتسديد دفعة 1,6 بليون دولار لتسليم شحنات شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وتدرس المفوضية الأوروبية طلب كييف نيل قرض إضافي قيمته بليونا يورو، فيما تنتظر روسيا ضمانات مالية لاستئناف شحناتها. وفضلاً عن الاضطرابات بالنسبة إلى الأوروبيين الذين يمر 15 في المئة من الغاز الذي يستهلكونه عبر أوكرانيا، قد يفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية العميقة التي تواجهها أوكرانيا. ميدانياً، ساد التوتر ليلاً في دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث سمع دوي إطلاق قذائف قرب المطار التي تعتبر نقطة ساخنة. وتحدثت مصادر عن مقتل مدني وتدمير منزل.