يحرص موزعو وجبات إفطار الصائمين على الإشارات المزودة بكاميرات ساهر، إذ تمنحهم أماناً من التجاوزات المرورية لقائدي السيارات. فعلى عكس السعوديين الذين يهابون الاقتراب من كاميرات ساهر، يقصد المتطوعون عند توزيع الإفطار إشارات ساهر من دون غيرها من الإشارات، حرصاً على سلامة أعضاء فريق التطوع، لاسيما وأن السائقين عند إشارات ساهر يحرصون على الالتزام بالأنظمة المرورية حتى لحظة أذان المغرب. وفي حين لا يخفي مسؤول مجموعة «نحن نهتم» التطوعية لتوزيع الإفطار عند إشارات المرور فهد المشاري خوفه وأعضاء فريقه من خطر الدهس في اللحظات التي تسبق الإفطار، فإن الإشارات المرورية المزودة بكاميرات ساهر باتت مكاناً آمنا للتوزيع. واصفاً عمل فريقه ب«المهم» خصوصاً أنه يسهم في تقليل توتر السائقين لحظة الأذان. ويراوح عدد الوجبات التي توزعها مجموعة «نحن نهتم» بين 1500 إلى 2000 وجبة يومية مكونة من التمر والماء والعصير، يشرف على إعدادها عدد من الجمعيات الخيرية والمصانع بحسب المشاري. وعلى رغم أن المتطوعين يبدأون توزيع الوجبات قبل صلاة المغرب بربع ساعة إلا أنهم يجتمعون قبلها بساعتين، إذ يبدأ تقسيم المهمات والتنسيق بين المتطوعين. ولا تغيب النكتة والمواقف الطريفة عن عمل المجموعة، إذ يروي المشاري استغراب بعض السائقين من توزيع الوجبات بالمجان، فأحدهم اعتذر عن قبول الوجبة وهو يبتسم، ويقول «لا أملك قيمة الوجبة»، ظناً منه بأن الوجبة بمقابل. ويعتقد المشاري بأن توزيع الإفطار عند الإشارات المرورية «يقدم رسالة جميلة إلى غير المسلمين من مختلف الجنسيات، بأن الإسلام دين محبة واحترام، حتى لدى الأطفال الصغار الذين ترسخ مثل هذه الأعمال التطوعية في عقولهم قيمة العمل التطوعي والرغبة في المشاركة». على رغم أن الطفل خالد العواد لم يكمل ال12 ربيعاً بعد، إلا أنه يتقدم أعضاء مجموعة «نحن نهتم» التطوعية لإفطار الصائمين عند الإشارات المرورية في شكل يومي. ويبدو العواد متحمساً لأداء مهمته حين التقته «الحياة» عند الإشارة المرورية لتقاطع طريقي العروبة مع العليا، إذ يعتبر تطوعه في تفطير الصائمين «خدمة للمسلمين تسهم في تكوين صورة حسنة عن الدين الإسلامي لغير معتنقيه، وبالتالي الدعوة إليه». لافتاً إلى أنه فخور بعمله التطوعي الذي يعزز مفهوم الرغبة في المساعدة وتقديم العون للآخرين، فضلاً عن طلب الأجر من تفطير الصائمين. توزيع الإفطار على السائقين لحظة أذان المغرب ليست مهمة آمنة، لذا يحرص الطفل العواد على الوقوف على الرصيف وعدم النزول إلى الشارع حتى عند توزيع الوجبة، خوفاً من السيارات المسرعة. العواد متطوع من ضمن أكثر من 15 متطوعاً يساهمون في توزيع أكثر من 1500 وجبة إفطار للصائمين عند إشارات المرور، وذلك قبل أذان المغرب بربع ساعة.