في الوقت الذي انتشرت فيه شائعة أن كاميرات «ساهر» قررت أن ترأف بحال السائقين الصائمين وقت الإفطار، وتتغافل عن تسجيل مخالفاتهم المرورية التي يرتكبونها أثناء أذان المغرب، واضعة في الاعتبار حال العجلة التي قد يكون عليها البعض، للحاق بالإفطار مع أهله، سارعت إدارة المرور في جدة، للتأكيد على أن كاميرات «ساهر» لا تعرف الصوم في الشهر الكريم، وأنها تعمل على مدار الساعة، مترصدة جميع الأخطاء، دون أدنى تباطؤ أو تواطؤ، محذرة أن بعض المخالفات، تتضاعف فيها قيمة المخالفة. انتشار الشائعات رغم انتشار الشائعات منذ بداية الشهر الكريم، إلى أنها بلغت ذروتها في النصف الثاني من الشهر ذاته، وهو ما دعا مسؤولو إدارات المرور، للتأكيد على عدم صحة ما يتردد بإغلاق كاميرات رصد المخالفات في مواعيد الإفطار في رمضان، وأفادوا في توضيحات ل»اليوم» أن مهمة ساهر في الدرجة الأولى متابعة تجاوزات السرعة العالية، وقطع الإشارة على مدار الساعة ليلاً ونهاراً دون توقف، آخذا في الاعتبار ظاهرة السرعة في مغارب رمضان، تحت مبرر الوصول المختصر واللحاق بموائد الافطار، فكانت المساندة من الدوريات والمرور السري، لمثل هذه الاحتمالات، إلى جانب أنّ توثيق المخالفات يتم بتقنية تصوير ساهر لها آلياً، لذا فإنه لا مجال للتغاضي بإسقاط الغرامة، لأي اعتبار، خاصة أن الهدف من ذلك المحافظة على السلامة المرورية والحد من الضحايا في الحوادث على الطرق. ويشير مدير إدارة المرور بمحافظة جدة العميد حسن القحطاني في حديثه ل»اليوم» الى أن «تطبيق الأنظمة المرورية كان له الأثر في انخفاض أعداد المخالفات المرورية الخطرة، بسبب انتشار قوة الضبط، والرصد بكاميرات ساهر، التي كان لها أثر كبير في المواقع المهمة التي تكثر بها الحوادث»، موضحاً «طبقا للإحصاءات، فان عدد الوفيات خلال النصف الأول من العام الحالي في طريق الملك، لم تتجاوز 3 حالات، بينما كانت العام الماضي في الطريق نفسه مضاعفة بأربع مرات، علاوة على انخفاض الحوادث بهذا المكان الذي اشتهر بكثرة الحوادث المرورية بنسبة بلغت 60 بالمائة». «انتشار ظاهرة التطوع بتوزيع وجبات مجانية وقت الإفطار على سائقي السيارات فيما أصبح يعرف ب»الإفطار الجوال» حفزت السائقين على عدم الإقدام على السرعة، وهو دور حقق بعضاً من الإيجابيات محاور الطرق ومن واقع الإحصاءات، فإن مؤشر الحوادث يميل إلى انخفاض متفاوت ما بين 20 و 60 بالمائة في محاور الطرق بشكل عام في محافظة جدة، وقياسا إلى النتائج، فإن هذا المعدّل يمثل إنجازا في نجاح تطبيقات الخطط المرورية بشكل عام، مع الاستمرار في التواجد الميداني للتحكم بمختلف الوسائل، في عمليات الضبط ومعالجة قضايا السير والحركة المرورية والمخالفات، إلى جانب أدوار مصاحبة لهذه الأدوار بالتوعية والعمل على نشر ثقافة الأمن والسلامة أثناء استخدام الطريق، هدفا لتجنب مشكلات حوادث المرور وما ينجم عنها من وفيات وإصابات الإعاقة التي من المؤسف أنها تشكل الثلث من حالات التنويم في المستشفيات ومراكز التأهيل، وهو ما يجب أن يؤخذ كعبرة في صياغة رسائل التوعية للالتزام بالإجراءات الوقائية بحرص وقناعة بالجدوى من الالتزام الحضاري في التقيد بأنظمة المرور». غير المحسوبة ومن وجهة نظره، يقول مدير مرور جدة إن «انتشار ظاهرة التطوع بتوزيع وجبات مجانية وقت الإفطار على سائقي السيارات فيما أصبح يعرف ب»الإفطار الجوال» حفزت السائقين على عدم الإقدام على السرعة، وهو دور حقق بعضاً من الإيجابيات، مثل تخفيض نسبة الحوادث»، مبيناً أن «المتطوعين أجادوا باختيار أماكن مناسبة والوقوف عندها، وتحديداً عند الإشارات وتقاطعات الطرق، وبالتالي تهدئة الاندفاعات غير المحسوبة بتوفر الماء والتمر قبل الوصول بسلامة». الماء والتمر وحرصنا على متابعة لحظات ما قبل الإفطار ميدانياً في شوارع جدة، وكانت الملاحظات توضح أن هناك ازدحاماً في بعض التقاطعات بينما كان الالتزام بالوقوف عند الإشارات الحمراء، من المشاهد اللافتة، وكان أفراد الحملات التطوعية، يقدمون وجبات خفيفة للسائقين، وتتفاوت الوجبة من فريق توزيع إلى آخر، فبعض الذين يقومون بالمشروع من تلقاء أنفسهم يقدمون الماء والتمر، وتقدم الجمعيات المشروبات، بجانب الماء والعصير والتمر والفطائر والحلوى أو السمبوسة. الخطة التطوعية المشهد الآخر، تمثل في سيارات الدوريات الأمنية، حيث يتناول أفراد المرور والشرطة إفطارهم، وهم يتابعون الوضع ميدانيا، ومن خلال أدوار تطوعية، يشاهد الأطفال الأيتام الذين ترعاهم جمعية البر وهم يقدمون الوجبات الى قائدي السيارات أثناء أذان المغرب، عند الطرقات والإشارات المرورية الرئيسية بمدينة جدة، وذلك ضمن الخطة التطوعية الرمضانية لأبناء دار الفتيان والذين يشاركون إخوانهم الأجر بتوزيع وجبات إفطار صائم، وذلك بمعدل ألف وجبة يومياً، وكانت هذه المشاركة من الصور الرائعة للتكافل بين أبناء المجتمع، إلى جانب أن أبرز ما يميز هذا المشروع هو منع تدافع الناس في الوصول إلى منازلهم في وقت الإفطار، والحد من الحوادث المرورية التي قد تسبب فيها السرعة». الحركة المرورية وكانت إدارة مرور جدة، قامت ببرمجة زمن الإشارات المرورية الضوئية لمواجهة الكثافة المرورية، في شهر رمضان وفق الخطة الموسمية في توحيد الاتجاه في طرق عدة، وتكثيف التواجد بما يكفل انسيابية الحركة المرورية، وتغطية شريانات طرق المحافظة بالمتابعة والتواجد الميداني مع التركيز على مواقع الكثافة في الحركة المرورية، في محاور الاسواق والمراكز التجارية، استعدادا للعشر الأواخر، وكذلك الطرق السريعة المؤدية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، واحكام السيطرة بالمتابعة في المراقبة بالرادار، والدوريات المتحركة والثابتة وجهاز المرور السري. القحطاني: أرواح الناس تحتم علينا عدم التهاون في رصد المخالفين قال مدير إدارة المرور بمحافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني إن «التعامل المروري مع أوقات الذروة يركز على فترة ما قبل المغرب، باهتمام مضاعف، بالتواجد من رجال المرور في جميع المواقع، وفق خطة لها اعتبارات خاصة، تتعلق بطبيعة السلوكيات في قيادة المركبات من حيث اللجوء للسرعة وغيرها من الظروف المصاحبة للزمن المحدد، وبالتالي فإن عملية انتشار الدوريات تهدف الى حرص مضاعف، وبعكس ما يقال، فإن الضرورة لتحقيق السلامة المرورية، تحتم عدم التهاون في ضبط المخالفات لتفادي المخاطر المحتملة». وأضاف «كما أن تكثيف الوجود المروري في هذه الأوقات بشكل خاص كأدوار وقائية، تمكن بفضل الله خلال موسمين، تحقيق انخفاض ملموس في عدد الحوادث بمواجهة حاسمة، ونسبة جيدة في الالتزام، وعدم اللجوء للسرعة، ومع ذلك، فإن لرمضان ظروفه في ارتفاع عدد الحوادث لزيادة الحركة، ولكنها أخذت في التقلص النسبي».