تزدحم عديد من التقاطعات والنقاط المرورية قبيل أذان المغرب في شهر رمضان المبارك، فبينما يتسابق السائقون للعودة إلى بيوتهم للحاق بالإفطار مع ذويهم، يتوزع عشرات الشباب المتطوعين وفي أيديهم الماء والتمر، في ظاهرة عرفت منذ سنوات بالإفطار (الجوال). عشرات الشباب المتطوعين يسعون يوميا إلى إفطار جميع الصائمين الذين أدركهم أذان المغرب في طريق عودتهم، إلا أن هناك من يعكر صفو عملهم، حيث يطلق عديد من الشبان (المستهترين) عبارات مضحكة ومخلة بالأدب, عليهم، لإحراجهم والانتقاص من شأنهم. في حين يصف أحد المتطوعين أنهم يتعرضون لمعاكسات قد تبدو للمارة أنها "معاكسات لفتيات"، ويوضح المتطوع عبد العزيز حمد ما لاقاه من نظرة استهزاء وسخرية من قبل بعضهم أثناء خوضه أول تجربة للعمل التطوعي. وأضاف: "عملت مع مجموعة من أصدقائي في مشروع الإفطار الجوال, وكان لدينا إصرار لتعزيز ثقافة العمل التطوعي وخصوصا في شهر رمضان, وما هو مؤسف أن شريحة من الشبان يعتقدون أن العمل التطوعي يقلل من هيبة الشاب ومن مكانته الاجتماعية, فهذا ما كنا نلمسه أثناء تعاملهم معنا". وقال حمد: "ما يثير الغضب أننا في تجمعاتنا لا يجد بعض ضالتهم في الضحك إلا بكيفية وقوفنا على الإشارات وتقديمنا الوجبات والتخفيف من عناء الصائمين المسرعين, وقد تصل الأمور إلى حد القهقهة العالية التي تدخلهم في نوبة من الضحك". لم يتوقف الأمر على عبد العزيز، حيث يضم صوته إليه المتطوع أحمد العتيبي، الذي يعمل مع إحدى الجهات الخيرية في توزيع الصدقات وجمعها، فيشير إلى أن "عديدا من الشباب السعوديين ما زالت ثقافتهم في العمل التطوعي تقتصر على محدودية في التفكير, فيعتقدون أن التطوع ما هو إلا إجبار من قبل الأهل". وأضاف: "عندما يجتمع الشباب مساء كل يوم تجدهم يتحدثون عني وعن شبان التحقوا أيضا في برامج العمل التطوعي برمضان بطريقة تثير الغضب, فلم يقتصر الأمر على الاستهزاء والضحك, إذ يتعداه إلى إلقاء عبارات "مخجلة" توقع المتطوعين في الحرج". وتشير إحصاءات إلى أن فئة الشباب في سن ما بين 15 و30 عاما، هي أقل فئة تعمل في مجالات العمل التطوعي، ولا يوجد أية إحصاءات تشير إلى أهمية العمل التطوعي في جميع الدول العربية والإسلامية.