زار البابا فرنسيس أمس، مزار اباريسيدا الذي يقع بين ريو دي جانيرو وساو باولو (جنوب شرق)، للصلاة من اجل تجسيد شبان أميركا اللاتينية كنيسة فقيرة ورسولية. كما تفقد مستشفى القديس فرنسيس الأسيزي في ريو الذي يعالج فيه مدمنون على المخدرات والكحول. وأكد في خطاب التزامه مدن الضواحي وإعطاء الكرامة للناس، في وقت تواجه الكنيسة الكاثوليكية التي تعصف بها فضائخ مالية وأخرى تتعلق بالتحرش بالأطفال، تراجعاً لأتباعها في أميركا اللاتينية أمام ازدهار الكنائس الإنجيلية. واستطاع 15 ألفاً فقط الجلوس في الكاتدرائية، فيما ناهز عدد المشاركين في الخارج 200 ألف. وتولى حوالى 5 آلاف شرطي وجندي حماية البابا الذي أقلق المحيطين به لدى وصوله إلى ريو الإثنين، حين توقفت سيارته وسط الحشود. وتعتبر أباريسيدا، المحطة الوحيدة للبابا فرنسيس خارج ريو خلال زيارته التي تستمر أسبوعاً. وزارها عام 2007 للمشاركة في المؤتمر الأسقفي الخامس لأميركا اللاتينية والكاراييب، حيث أعد وثيقة اجتماعية وسياسية شددت على «الخيار من أجل الفقراء» في المنطقة التي تشهد تباينات اجتماعية حادة ويعيش فيها 40 في المئة من الكاثوليك في العالم. وخلد البابا البالغ 76 من العمر قسطاً من الراحة من رحلته المرهقة أول من امس، ولم يحضر قداس افتتاح الأيام العالمية للشبيبة الكاثوليكية على شاطئ كوباكابانا، والذي شارك فيه نصف مليون شاب تحدوا تعطل شبكة قطارات المترو في ريو دي جانيرو قبل نحو ساعتين من القداس بسبب مشكلة كهربائية. وحاول عشرات الشبان الآتين من أنحاء العالم أن يستقلوا سيارات أجرة أو باصات النقل المشترك من وسط ريو، فامتلأت الشوارع بالركاب في اتجاه شاطئ كوباكابانا. إلى ذلك، عقِد مسؤولون برازيليون ومرافقو البابا اجتماعاً في مقر إقامته بسوماري لتقويم برنامج الرحلة والتدابير الأمنية، غداة تحول احتجاجات على نفقات الأيام العالمية للشبيبة إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن اعتقال أشخاص وسقوط جرحى. وصرح الناطق باسم الحبر الأعظم الأب فيديريكو لومباردي في مؤتمر صحافي، أن تغييرات أدخلت خلال «الاجتماع الذي لم يحضره البابا، بينها التوجه إلى موقع أباريسيدا على متن طائرة وليس مروحية، بسبب الأحوال الجوية السيئة، واستخدام سيارة جيب مكشوفة خلال زياراته، وكذلك لقاء آلاف من الشباب الارجنتينيين في كاتدرائية ريو اليوم». ووصف لومباردي الاجتماعات اللوجستية بأنها «عادية خلال رحلات البابا»، مقللاً من أهمية تطويق الحشود سيارة البابا لدى وصوله إلى الريو الإثنين، والخطر على أمنه. وفي بادرة تؤكد اهتمامه بالمعذبين الفقراء، يزور البابا اليوم مدينة الصفيح فارغينا، فيما يلتقي في الأيام المقبلة سجناء في إحدى ضواحي ريو. وسيحضر رؤساء ثلاث دول أميركية لاتينية، هي الأرجنتين وبوليفيا وسورينام، القداس الأخير في غوارابيتا قرب ريو دي جانيرو الأحد المقبل.