وسط الأحداث المصيرية في عالمنا العربي وفي سياق النقاش حول مستقبلنا، تصدر الطبعة الثالثة لترجمة كتاب غوستاف لوبون «الثورة الفرنسية وروح الثورات» (دار التنوير - ترجمة عادل زعيتر)، وهو من الكتب التي كانت - وما زالت - مثار جدل بسبب آرائه واستنتاجاته التي قد لا تُعجب الثائر ولا داعية الديموقراطية. وفيه يُقدّم الطبيب والمؤرّخ وعالم الاجتماع الفرنسي لوبون، قراءة معمّقة للثورة الفرنسية عبر مسارها الطويل منذ عام 1789 حتى عام 1871. فيُبيّن الفارق بين روح الثورة المُتمثّلة في القوى الاجتماعية التي ترفض الاستبداد والوقائع التي أنتجتها الثورة، بحيث استطاعت قوّة صغيرة مُنظّمة أن تختطف السلطة، ثم تسعى لاختطاف الثورة، بهدف وحيد: إقامة استبداد جديد أشنع من الذي سبقه. هذه القوة التي أقامت حكمها على الخوف حتى من رفاق الثورة، على قاعدة «إن لم آكله أولاً أكلني»، لم تُنتج سوى الرعب والفوضى. ومن المعروف أنّ المفكر لوبون اهتمّ بالحضارة العربية واعتُبر واحداً من الذين أنصفوها، وقدّموها على أنّها صاحبة فضل في تاريخ أوروبا. ومن أهمّ مؤلفاته التي ترجمها عادل زعيتر: «السنن النفسية لتطوّر الأمم»، «حضارة العرب»، «روح الجماعات»، «روح الاشتراكية».