اقتحم اكثر من تسعة انتحاريين، بعضهم في سيارات مفخخة، سجني «ابو غريب» و»التاجي» في بغداد. وفي عملية «هدم الأسوار»، التي أطلقت قبل عام، واستمرت منذ ما بعد افطار الأحد حتى ساعات الصباح الاولى ليوم الاثنين وخلفت عشرات القتلى والجرحى، نجح تنظيم «القاعدة» في اطلاق مئات المعتقلين معظمهم من عناصره، وقيل أن عددهم راوح بين 500 والف، بعضهم بالغ الخطورة. واغتال مسلحون مجهولون أمس رئيس «الكتلة العربية» في كركوك عبدالله سامي العاصي، بالتزامن مع مقتل حوالى 22 جندياً وجرح 40 آخرين في هجوم على رتل عسكري في الموصل. وأشارت اصابع الاتهام الى تنظيم «دولة العراق الاسلامية» (فرع القاعدة) الذي اطلق قبل نحو عام العشرات من الهجمات ضد سجون ومؤسسات رسمية، ابرزها احتلال مسلحين مبنى وزارة العدل وسط بغداد قبل شهور. وقال المدير العام لدائرة سجن الاصلاح اللواء حامد الموسوي، التابع لوزارة العدل، في مؤتمر صحافي امس ان «تسعة انتحاريين حاولوا اقتحام سجني التاجي وابو غريب تساندهم ثلاث سيارات مفخخة تم تفجيرها اثناء الاشتباك مع القوات الامنية المسؤولة عن حماية السجن، بالاضافة الى 100 قذيفة هاون كانت بحوزة الانتحاريين». واكد ان «ادارة السجن الآن تفرض سيطرتها كاملة على السجنين بعد عمليات شغب من قبل النزلاء رافقت الهجوم». واعلن الموسوي ان «الاشتباكات اسفرت عن استشهاد ثمانية من افراد الأمن واصابة 14 آخرين بجروح مختلفة، في حين قتل 21 سجيناً واصيب 25 حاولوا الهرب». وروى مصدر من داخل معسكر التاجي في اتصال مع «الحياة» امس، ان «العملية بدأت حوالى الثامنة والنصف مساء، اي بعد الافطار بساعة واحدة، باطلاق قذائف هاون متقطعة تركزت على محيط السجن، لمدة نصف ساعة. بعد ذلك هوجمت بوابة السجن بسيارة مفخخة اعقبها تفجيران كبيران ثم بدأ التعرض بالرصاص الخفيف لابراج المراقبة في وقت نجح مسلحون باقتحام السجن». وقال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي ان «بين 500 والف سجين هربوا من سجن ابو غريب، معظمهم من القاعدة». وفرضت قوات الامن حظراً للتجول على الافراد والمركبات في المناطق المحيطة بالسجنين مثل بلدتي أبو غريب والتاجي وقرية الرضوانية والمناطق المحيطة بمطار بغداد وباشرت حملة كبيرة بحثاً عن السجناء الهاربين. الى ذلك قتل 22 جندياً وجرح نحو 40 في الموصل عندما هاجم انتحاري قافلة محملة بالجنود في منطقة كوكجلي (شرق المدينة)، ولم تدل وزارة الدفاع العراقية بالمزيد من المعلومات. وفي تطور لافت اغتال مسلحون عبدالله سامي العاصي رئيس الكتلة العربية في كركوك، وهو من ابرز وجهاء قبيلة «العبيد» العربية في العراق. وقالت مصادر أمنية ان «مسلحين مجهولين فتحوا، بعد ظهر امس، النار باتجاه سيارة كانت تقل رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك عبد الله سامي العاصي، ما اسفر عن مقتله واثنين من افراد حمايته». سياسياً، دعا إياد علاوي رئيس كتلة «العراقية» رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الاستقالة الفورية، مناشدا التحالف الوطني الشيعي الذي رشح المالكي لهذا المنصب، اختيار بديل فوري له. وتحدث علاوي، في رسالة مفتوحة، عن حجم المرارة التي يعانيها المجتمع العراقي جراء سياسات خصمه المالكي وتخبطه قائلاً: «رغم مناشداتنا المتتالية والصادقة لحكومة السيد المالكي للالتزام بالدستور وتحمل مسؤوليتها في حماية أرواح العراقيين وأمنهم، إلا أن دعواتنا مع الكثير من الإخوة الأعزاء من قادة الكتل السياسية والشخصيات الوطنية لم يستجب لها، حيث إن الحكومة نأت بنفسها عن المساءلة والمحاسبة».