قتل امس والليلة قبل الماضية العشرات من جنود العراقيين، في عمليات استهدفت سجن أبو غريب سيىء السمعة وسجن التاجي، ما ادى لمقتل 26 من جنود الشرطة والجيش خلال المحاولتين، بينما هاجم انتحاري قافلة للجيش العراقي، فيما دعا مقتدى الصدر إلى انتفاضة على الحكومة التي يقودها نوري المالكي. تفاصيل وفي التفاصيل، فقد قتل 26 من قوات الأمن العراقية والجيش على الأقل وأصيب حوالى أربعين آخرين بجروح جراء الهجمات التي شنها مسلحون ضد سجنين قرب بغداد، وفقا لمصادر أمنية. وقالت مصادر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس إن «12 من عناصر الجيش والشرطة وحراس السجون قتلوا وأصيب نحو أربعون آخرون بجروح جراء الهجمات التي استهدفت سجني التاجي وأبو غريب. كما أعلنت المصادر أن «سبعة سجناء تمكنوا من الفرار من سجن أبو غريب، إلا أن القوات الأمنية استطاعت اعتقالهم بعد ذلك». وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة أن الهجوم الذي بدا في ساعة متاخرة من مساء الاحد «على سجن التاجي نفذه ثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة وسيارتين مفخختين بعد سقوط أربعة قذائف هاون» على السجن. وأضاف «اندلعت بعدها اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والمسلحين استمرت حتى صباح امس الاثنين. وتابع «استهدف سجن أبو غريب بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مدخل السجن الرئيسي أعقبها انفجار سيارتين مفخختين عند البوابة الأمامية والخلفية للسجن، ثم وقعت اشتباكات مسلحة مماثلة». وكانت وزارة الداخلية أعلنت على لسان المتحدث باسمها العميد سعد معن أن «القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد وبمساندة من طيران الجيش تمكنت من إحباط هجوم مسلح شنه مسلحون مجهولون استهدف بنايتي سجني التاجي وأبو غريب. وأضاف ان «القوات الامنية تصدت للمهاجمين وأجبرتهم على الفرار و تواصل تعقب القوات الإرهابية وتفرض سيطرتها التامة على المنطقتين». في مقابل ذلك، انتشرت على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية أنباء عن تمكن «آلاف» السجناء من الفرار من السجنين. هروب وكشف حاكم الزاملي عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في مؤتمر صحفي عن هروب من 500 إلى ألف نزيل من السجن، مؤكدًا، وفقًا لما نقله موقع «السومرية نيوز» أن معظمهم من تنظيم القاعدة. يذكر أن هذه الهجمات جاءت بعد مرور عام تمامًا على إعلان «أبو بكر البغدادي»، زعيم تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، عن عملية «هدم الأسوار» وهدفها «فكاك أسرى المسلمين في كل مكان». هجوم الموصل من ناحية ثانية، قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن انتحاريًا هاجم قافلة تابعة للجيش العراقي في مدينة الموصل بشمال البلاد في وقت مبكر من يوم أمس ما أسفر عن مقتل ما لا يقل 25 شخصًا. وقاد الانتحاري سيارة محملة بالمتفجرات إلى قافلة تابعة للجيش في منطقة كوكجلي في شرق الموصل على بعد نحو 390 كيلو مترًا إلى الشمال من بغداد قبل أن يفجرها وهو بها. وقال شرطي في مكان الحادث طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مسموحًا له بالتحدث إلى وسائل الإعلام «كان انتحاري يتتبع القافلة وعندما توقفت في منتصف الطريق فجر سيارته وراءها مباشرة». كما أصيب 18 شخصًا آخر أغلبهم من الجنود في الانفجار. ولم تتضح الجهة التي تقف وراء الانفجار لكن التفجيرات الانتحارية من العلامة البارزة لتنظيم القاعدة. انتفاضة من جهته، دعا مقتدى الصدر إلى انتفاضة على الحكومة التي يقودها نوري المالكي. وحذر مقتدى الصدر مما وصفه الصمت المطبق الذي يمارسه البعض تجاه التداعيات الأمنية التي يشهدها العراق مؤخرًا. وقال إنه لم يعد يطيق الوقوف ساكتًا إزاء ما يجري وإنه لن يعطي الحكومة أي فرصة أخرى. ورغم العدد الهائل لضحايا التفجيرات الأخيرة، لم يصدر أي رد فعل عن الحكومة، إذ يتجاهل مسؤولوها الكبار هذه الهجمات، التي تتجاهلها أيضًا وسائل الإعلام الرسمية أو تحاول التقليل من أهميتها. وتزامنًا مع دعوة الصدر أصدر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بيانًا أمس الأحد جاء فيه «ندين ونستنكر التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا في بغداد ومحافظات عدة والتي تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد». كما دعا النجيفي الأجهزة الأمنية إلى عدم الاستسلام لمن وصفهم بالإرهابيين والعمل على اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية الأبرياء.