تجري شخصيات في المعارضة السورية اتصالات لعقد مؤتمر «القطب الديموقراطي» في القاهرة منتصف الشهر المقبل، في وقت تجري اتصالات منفصلة لترشيح كتلة من 25 شخصية «علمانية» لدخول «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لايجاد كتلة موازية ل «الاخوان المسلمين» فيه. وينوي رئيس «الائتلاف» المستقيل معاذ الخطيب طرح «مبادرة» في الايام المقبلة. وقالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» امس ان مؤتمر «القطب الديموقراطي» الذي يعمل على إطلاقه المعارضان ميشال كيلو وفائز سارة تقرر تأجيل انعقاده نحو عشرة ايام بعدما كان مقرراً في الرابع من الشهر المقبل، حيث ستشارك فيه «شخصيات ديموقراطية بحيث تجري عملية انتخابها وفق معايير الممارسة الديموقراطية»، مشيرة الى ان بعض الشخصيات التي انسحبت من «الائتلاف» في الفترة الاخيرة ستحضر المؤتمر «بصفتها الشخصية وليس ممثلة» للتكتل المعارض. وأوضحت المصادر ان فكرة انعقاد «القطب الديموقراطي» لا علاقة لها بموضوع آخر يجري العمل عليه، ويتعلق بترشيح 25 شخصية، بينها عشر سيدات، للانضمام الى «الائتلاف» بعدما تأكد وجود قرار دولي - اقليمي ومن داخل التكتل، بضرورة «توسيعه لايجاد كتلة موازية للاخوان». وأشارت الى وجود اتجاهين: «الاول، من داخل «الائتلاف» ويريد ان يكون التوسيع شكلياً لا يغير سيطرة «الاخوان» على القرار، كما حصل لدى الاتتقال من تشكيلة «المجلس الوطني» الى «الائتلاف». والثاني، ان يكون التوسيع جوهرياً بعدما تبين ان «الاخوان» لا يشكلون نقطة اجماع سوري». وكان المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سورية محمد رياض الشقفة انتقد في وقت سابق «حملة الافتراء» ضد الحركة. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية اول من امس ان الحركة قررت فتح مكاتب لها في سورية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال البلاد، في اول خطوة من نوعها منذ اكثر من 33 سنة. وأوضح «في البداية، قلنا ان الوقت هو للثورة وليس للأيديولوجيا. اما الآن، فهناك الكثير من المجموعات، ونشعر بضرورة اعادة تنظيم انفسنا» في سورية. وتزامنت جهود المعارضين مثل كيلو وسارة وآخرين لتقوية التيار العلماني - الديموقراطي في المعارضة، مع تصاعد الجدل داخل «الائتلاف» ازاء استقالة رئيسه احمد معاذ الخطيب الذي كتب في صفحته على «فايبسبوك» امس ان «حملة تشهير جديدة» بدأت ضده ومنها انه «على تواصل مع ضابط في القصر الجمهوري» السوري. وقال «حتى الآن لم أتصل بأحد، وعندما أتصل سأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد». وأوضح الخطيب انه يعمل على «مبادرة تحقن دماء السوريين وأتواصل مع عدد كبير من الأجسام العسكرية والمدنية لاستمزاج رأيهم»، لافتاً الى انه يلتقي مع «كل سوري، لكن لم اتفق مع احد على شيء» وانه لم يعط «وعداً لاحد» بالموافقة على اقتراح يتضمن بقاء الرئيس بشار الاسد في الحكم الى نهاية ولايته السنة المقبلة. وتابع الخطيب انه لم يستقل من رئاسة «الائتلاف» وان الذي فعل على هامش اجتماع «اصدقاء سورية» في اسطنبول انه ذكر باستقالة قديمه له. وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت ان الهيئة العامة ل «الائتلاف» ستعقد جلسة في الايام المقبلة لانتخاب رئيس جديد له قبل انتهاء ولاية الخطيب في العاشر من الشهر المقبل، علماً ان قيادة «الائتلاف» اختارت رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا لادارة شؤون هذا التكتل. الى ذلك، قالت مصادر كردية ل «الحياة» امس أن رئيس اقليم كردستان رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني دعا قادة احزاب كردية سورية للاجتماع في اربيل اليوم وحل الخلافات بينهم، مقابل دعوة احد الاحزاب بارزاني للوقوف على «مسافة واحدة من الجميع». ووجهت الدعوة الى قادة الاحزاب السياسية المؤتلفة في «المجلس الوطني الكردي» و «مجلس غرب كردستان» التابع ب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» للبحث في تطبيق «اتفاقية هولير» التي انجزت نهاية العام الماضي بهدف تشكيل قوى عسكرية مشتركة والتوافق بين اكبر كتلتين للاكراد. وأكد رئيس «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبد الحميد درويش ل «الحياة» ان المكتب السياسي قرر انه لن يشارك في اللقاء لأن مثل هذه الدعوات «تكررت من قبل لمرات عدة، وفي كل مرة لم تستطع أحزاب الحركة إيجاد الحلول لمشاكلها بل كانت الأوضاع تزداد تعقيداً». وجاء في بيان اصدره الحزب امس ان الزيارات المتكررة الى اربيل «خلقت أجواء من عدم الثقة بين أحزاب المجلس الوطني الكردي نتيجة لحدوث انقسام داخلي بين هذه الأحزاب وتوج ذلك بإعلان الاتحاد السياسي بين أربعة من أحزاب المجلس ما عمق حالة الشرخ في المجلس الوطني الكردي». ودعا «التقدمي الكردي» قيادة اقليم كردستان العراق الى «الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف»، مؤكداً ان «الحل الحقيقي يكمن في أن تبادر أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى إيجاد حلول لمشاكلها في الداخل وكذلك التزام المجلسين باتفاقية هولير وتنفيذ بنودها».