أفاد شهود أن أعمال شغب وقعت في مركز أسترالي للإحتجاز في جزيرة ناورو (وسط المحيط الهادىء)، قبل فرار حوالى 500 شخص من طالبي اللجوء منه بُعيد الإعلان عن تشديد سياسة الهجرة في البلاد، وذلك بعدما سيطر محتجزون يحملون سكاكين وقضباناً معدنية على المكان. وأغلقت أستراليا الجمعة حدودها في وجه المهاجرين السريين الذين سيرحّلون إلى بابوا غينيا الجديدة في حال تمكنوا من الوصول إلى الجزيرة. وتظاهر المتحتجون نحو 4 ساعات وأحرقوا مبانٍ، وساعدت مجموعة كبيرة من سكان الجزيرة مزودين بسواطير السلطات على إحتواء العنف بعدما طلبت دعما. وأصدر ديفيد أديانغ رئيس بالنيابة لهذه الجزيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 9400 نسمة، مرسوماً طارئاً يطلب من قوات الأمن الخاصة ووحدات أخرى من الشرطة التصدّي لأعمال الشغب. وبُعيد منتصف ليل الجمعة السبت أعلنت إدارة الهجرة الأسترالية أن كل المحتجزين موجودون. في المقابل، أكدت ناطقة باسم وزارة الهجرة حدوث "تصرفات تنم عن عصيان" من قبل حوالى 150 محتجزاً، مضيفة أن الشركة الأمنية الخاصة "ولسون سيكيوريتي وشرطة ناورو يعملان ويقدمان المساعدة للتصدي لهذا الحادث وقد باشرنا حصر الخسائر، وسنأوي طالبي اللجوء في خيم"، بعدما دمرت90 في المئة من مباني المركز. وأدخل أربعة من المحتجزين المستشفى بسبب إصابتهم بجروح طفيفة. كما أوردت ذكرت وسائل إعلام أسترالية أن 15 حارساً جرحوا وأعتقل حوالى 60 محتجزاً. وكان رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد أعلن أول من أمس بحضور نظيره من بابوا بيتر أونيل "إعتباراً من الآن أي طالب لجوء يصل إلى أستراليا بمركب لا يملك أي فرصة للبقاء في البلاد كلاجىء". وسيُرحل طالبو اللجوء الذين يصلون إلى جزيرة كريسماس، إلى مركز إحتجاز أسترالي آخر في جزيرة مانوس أيلاند في بابوا غينيا الجديدة، كما قال زعيم حزب العمال الذي يحاول تلميع صورته لتحسين شعبيته المتراجعة قبل الإنتخابات التشريعية المقبلة، علماً أن المهاجرين الذين ترفض طلباتهم سيرسلون إلى بلدانهم أو إلى دول أخرى. ودانت منظمة العفو الدولية هذه الخطوة مؤكدة أن أستراليا "قررت أن تدير ظهرها لأضعف الناس على الأرض". في المقابل، رحّب زعيم المعارضة المحافظة توني أبوت بالخطوة الخطوة كيف سيدار تدفق هؤلاء المهاجرين الذين يصل ألف منهم كل يوم؟ وأكد أن هذه الإجراءات تهدف إلى الحدّ من نشاط مهربي المهاجرين. ولقي آلاف من المهاجرين السريين مصرعهم خلال محاولتهم الوصول إلى أستراليا بحراً، علماً أن 1300 منهم تمكنوا من بلوغ مرافىء البلاد منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي.