أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن مبعوث الادارة الأميركية للشرق الأوسط جورج ميتشل عقد اجتماعاً «جيداً» مع مندوبي الحكومة الاسرائيلية في نيويورك، وسيتوجه الى المنطقة الأسبوع المقبل في جولة حاسمة ستحدد نوع المبادرة الأميركية للسلام وشكلها. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية ايان كيلي أن لقاء ميتشل في نيويورك ليل الأربعاء - الخميس بالمستشار القانوني لرئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق مالكو ومساعد وزير الدفاع مايك هرزوغ، كان «جيداً»، مضيفاً أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي «أعادا التزامهما السلام الشامل وضرورة اتخاذ جميع الأطراف خطوات ملموسة نحو هذا الهدف». وأشار كيلي الى أن ميتشل سيتوجه الى المنطقة الأسبوع المقبل ليستكمل استشاراته، وقال انه من المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع ايهود باراك في تل أبيب، فيما لم يحسم بعد اللقاء مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، كما سيلتقي القيادة الفلسطينية في رام الله. وما زالت محطات الزيارة قيد التحضير ويعمل عليها فريق المبعوث، ومساعده فريديرك هوف الذي علمت «الحياة» انه يسعى الى إدراج لبنان وسورية على جدول الزيارة. وعن اجتماع ميتشل مع الوفد الاسرائيلي، أكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن التفاصيل القانونية لمطلب واشنطن تجميد الاستيطان تصدرت الاجتماع، كما بحث الطرفان أموراً تتعلق بمدة التجميد وتطلع واشنطن لفترة أقلها سنة في مقابل إصرار المفاوضين الاسرائيليين على مدة تسعة أشهر. وبحث الطرفان أيضاً في مدى ارتباط التجميد بمسار عملية السلام وخيارات اسرائيل في وقفه في حال انهارت العملية السلمية، وتطرقوا أيضاً الى المساحات التي سيسمح فيها البناء والتي ستصنف ضمن الاستثناءات في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مسؤولين في البيت الأبيض أن واشنطن كانت «شديدة الوضوح» مع الجانب الاسرائيلي، وأكدت له أن تجميد الاستيطان «سيكون امتحاناً أساسياً لنتانياهو» وسيقرر مصير علاقته بالإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما. وكان الموفد التقى أيضاً مستشاري أوباما لشؤون المنطقة دنيس روس ودانيال شابيرو في واشنطن أول من أمس. وتحفظ مسؤول أميركي عن إعطاء صورة واضحة للخطة الأميركية لإحياء المفاوضات في الأسابيع المقبلة، مشيراً الى أن هذه الأجوبة تنتظر إنهاء ميتشل مفاوضاته، ونوع الرزمة التي سيحصل عليها من الجانبين العربي والاسرائيلي. وتسعى واشنطن نحو اعلان لاستئناف المفاوضات محصن بخطوات من جميع الأطراف لتشجيع المناخ السلمي، بينها تجميد الاستيطان وانفتاح من دول عربية على اسرائيل. وفي حال نجاح ميتشل في الأسابيع المقبلة، قد ينتج عن ذلك اعلان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة او خلالها، عن بدء المفاوضات إما من خلال وثيقة أو خطة سلام أو رؤية يطرحها أوباما خلال قمة ثلاثية مع الرئيس محمود عباس ونتانياهو في الأممالمتحدة. الا أن المسؤول الأميركي اكد ل «الحياة» أن ليس هناك قرار حاسم في هذا الشأن بعد، وينتظر انتهاء مشاورات ميتشل وجولته السابعة الى المنطقة.