يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً اليوم للبحث في «الانتهاكات الإسرائيلية في القدس» وقرار الحكومة الإسرائيلية بناء ألف وحدة سكنية جديدة في جبل أبو غنيم ومستوطنة «رامات شلومو» في القدسالشرقيةالمحتلة. وتأتي هذه المشاورات العاجلة بناء على طلب الاردن بعدما وجه مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة رياض منصور مذكرة دعا فيها اعضاء المجلس ال15 الى «النظر في الوضع المتأزم في القدسالشرقيةالمحتلة»، وطالب المجلس ب»تحمل مسؤولياته وعقد جلسة عاجلة وإلزام إسرائيل التراجع عن خططها الاستيطانية ووقف كل خطط توسيع المستوطنات غير الشرعية ووقف الاستفزازات في الحرم الشريف». ورجح ديبلوماسيون أن تكون جلسة مجلس الأمن مغلقة على رغم ان الجانب الفلسطيني يفضل عقد نقاش مفتوح أمام الإعلام. وكان الرئيس الفلسطيني طلب مساء الاثنين «عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث وقف الاعتداءات الخطيرة التي تقوم بها إسرائيل ضد القدس، والانتهاكات ضد المقدسات خصوصاً في المسجد الأقصى المبارك». الى ذلك، انتقد الفلسطينيون زيارة رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة الثلثاء. وتأتي الزيارة بينما تشهد القدسالشرقية منذ الصيف توتراً متزايداً يحمل على التخوّف من مواجهة شاملة. ويشكل تواصل الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية أحد العوامل الرئيسة للتوتر. وقال بيان صادر عن مكتب بركات انه «زار جبل الهيكل (وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة المسجد الأقصى) برفقة مسؤول الشرطة في المنطقة لتقييم الوضع وفهم القضايا والتحديات في الموقع في شكل اعمق». وصرح المدير العام لأوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب «نرفض مثل هذه الزيارات لأنها لم تنسق مع دائرة الأوقاف صاحبة الموقع»، مؤكداً ان الزيارة «لم يتم تنسيقها مع الأوقاف ولم يكن لدينا علم بها مطلقًا». ورأى الخطيب ان الزيارة جاءت «كدعايات انتخابية ولها طابع سياسي خاص» كون بركات رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس. ودانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بشدة «اقتحام» بركات للمسجد. وقالت ان «الاقتحام لا يمنح صاحبه الشرعية في اعتبار المسجد الأقصى جزءاً من نفوذ بلدية الاحتلال في القدس ولا يزيل اسلامية المسجد الأزلية». والتوترات المتنامية في الأشهر الأخيرة في القدس أحيت المخاوف التي لا تزال قائمة لدى المسلمين من ان تقوم اسرائيل بتغيير القواعد المعمول بها في باحة المسجد الأقصى. وهذا القلق تعزز اخيراً بسبب نشر تقارير حول اصدار تشريع جديد في هذا المعنى. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق لدى المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الأماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الأقصى لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه. وتعترف إسرائيل، التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في 1967 وضمّتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة غير شرعي وفقاً للقانون الدولي.