أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو ستعترف بنتائج الانتخابات الاشتراعية والرئاسية التي سيجريها الانفصاليون الموالون لها في شرق اوكرانيا الأحد المقبل، وذلك بعد اسبوع على تنظيم كييف انتخابات اشتراعية من دون مشاركة سكان الشرق، وأفضت الى اكتساح الاحزاب الموالية للغرب مقاعد البرلمان، قبل ان تعلن موسكو «في لهجة تصالحية» انها ستعترف بنتائجها. وقال لافروف لصحيفة «ازفستيا» الروسية: «نأمل بأن يعبر الشعب عن رأيه بحرية، وألا يحاول أحد من الخارج التشويش عليها، خصوصاً اننا نعتبر هذه الانتخابات بالغة الأهمية لإضفاء صفة شرعية على السلطات القائمة، وهي من أهم النقاط الواردة في اتفاقات مينسك» التي أبرمت بين كييف والانفصاليين في 5 ايلول (سبتمبر) لوقف النار. وعزا الوزير الروسي الانتهاكات الكثيرة لوقف النار الى عدم توصل الجيش الأوكراني والمتمردين الى اتفاق على خط تماس فاصل بين مواقعهما، خصوصاً في موقع مطار دونيتسك الذي يشهد معارك عنيفة. ورد ديميترو كوليبا، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأوكرانية، على تصريحات لافروف بأن دعم موسكو لانتخابات منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين «يتعارض مباشرة مع اتفاقات مينسك، ويقوض التهدئة وعملية السلام عبر اضعاف الثقة بها باعتبارها شريكاً دولياً موثوقاً». وأضاف: «تسرع روسيا الى الاعتراف بشيء لا علاقة له بالانتخابات، لذا لا يستحق هذا الموقف انتظار ردود فعل أخرى من أوكرانيا او المجموعة الدولية». وكانت أوكرانيا أقرّت في ايلول قانوناً حول وضع منطقة المعارك في الشرق ينص على اجراء انتخابات للمجالس المحلية في 7 كانون الأول (ديسمبر)، وهو ما رفضه المتمردون. في بولندا، أعلن وزير الدفاع توماش سيمونياك وضع خطة طويلة الأمد لنقل جزء من قوتها العسكرية نحو حدودها الشرقية الأقرب إلى روسياوأوكرانيا، بعد تدخل موسكو في اوكرانيا. وقال: «تمتد الخطة سنوات، وستظهر تأثيراتها الأولى عام 2017. ستكون هناك سلسلة كاملة من المبادرات المرتبطة بوحدات الشرق، واستثمارات في البنى التحتية»، لكنه أحجم عن كشف عدد القوات الاضافية او الوحدات التي سيشملها ذلك. وتملك بولندا في الشرق ايضاً حدوداً مشتركة مع روسيا البيضاء المتحالفة مع موسكو، وجيب كالينينغراد الروسي الذي يتمركز فيه أسطول البحرية الروسية في البلطيق. وبعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية الى اراضيها في آذار (مارس)، طالبت بولندا الحلف الأطلسي (ناتو) بتأمين وجود عسكري دائم في أراضيها لردع روسيا. لكن الحلف لم يستجب لهذا الطلب بسبب قلق بعض اعضائه من الكلفة ورد فعل روسيا، واكتفى بتكثيف التدريبات العسكرية في بولندا، فيما يعتزم تشكيل قوة للرد السريع مقرها غرب بولندا.