اغتالت السياسة «الحلم اللبناني» في كرة السلة وآفاقه العالمية بعد أن نالت منها سهام الخلافات فأصابتها وقضت عليها، ويخشى أن تنسحب تبعات القضية سلباً على الرياضة اللبنانية عموماً. فقد جمّد الاتحاد الدولي لكرة السلة اللعبة التي بلغ لبنان من خلالها العالمية (تأهل ثلاث مرات متوالية إلى بطولة العالم)، ومنع منتخبه الأول من المشاركة في كأس آسيا المقررة في الفيليبين بدءاً من الأول من آب (أغسطس) المقبل والمؤهلة لبطولة العالم في إسبانيا 2014. وبالتالي سيعود أفراد المنتخب إلى بيروت بعد غد (الأحد)، وسيعقدون مؤتمراً صحافياً فور وصولهم إلى المطار. وأوضح عضو لجنة المنتخبات جان مامو ل«الحياة» أن «الجميع غاضبون وأجهشوا بالبكاء فور تلقيهم الخبر، ويجب أن يحاسب المقصرون والمتسببون». علماً أن الاتحاد اللبناني لم يتسلّم الكتاب الرسمي من نظيره الدولي حتى عصر أمس كما أكدت المصادر. وأكد المدرب غسان سركيس أنه سيدلي بكل ما لديه فور عودته و أن «الفضائح ستكون مدوية»، مسجلاً سخط اللاعبين الذي قُضي على حلمهم. ولفت لاعبون إلى أن «كلّ من أوصلنا الى هذه العقوبة سيدفع الثمن غالياً». ونصحوا أعضاء الاتحاد غير المستقلين «الشهود على ما يفتعله الرئيس ومن يدور في فلكهم أن يبقوا في بيتهم فور عودة البعثة الى لبنان، لأنّ الغضب آتٍ من الفيليبين». وكان رئيس اللجنة الأولمبية جان همام أكد ل«فرانس برس» أن «الاتحاد الدولي ثبّت قرار التجميد، بعد محاولة مسؤولين محليين وإقليميين التدخل لدى أمين عام الاتحاد الدولي السويسري باتريك باومان لإيقاف التجميد من خلال تقديم مستندات، لكنها باءت بالفشل، والاتحاد المحلي ينتظر تبليغه التجميد لاحقاً». وزاد: «يمكنني التأكيد أن منتخب لبنان لن يشارك في كأس آسيا 2013». وكانت مهلة الاتحاد الدولي لحل المشكلات الداخلية التي تعصف باللعبة انتهت الجمعة الماضي، فجمد عضوية الاتحاد اللبناني واستبعد المنتخب من المشاركات الدولية. وتسببت الأزمة الناشبة بين الاتحاد المشتت لاستقالة 6 من أعضائه، ولجوء ناديي عمشيت والمتحد إلى القضاء المحلي اعتراضاً على قراراته، بتعطيل الدوري المحلي قبل انطلاق استعدادات المنتخب لبطولة آسيا. وسبق أن نعى وزير الشباب والرياضة فيصل لعبة كرة السلة «التي نخرتها السياسة والطائفية والمصالح الضيقة» إثر فشل المحاولات لإيقاف القرار الصادر والنافذ من الاتحاد الدولي. وتراقفت هذه التطورات مع «مزاعم» ضلوع رئيس الاتحاد روبير أبوعبدالله ب«فضيحة فساد» إثر حديث عن إضاعة مبلغ مالي ناجم عن عائدات النقل التلفزيوني في طريقه إلى صندوق الاتحاد، ما أثار جدلاً كبيراً. من جهته، كان الاتحاد اللبناني قدّم إلى نظيره الدولي «ما تمكن توفيره» من وثائق ومستندات، وعلم أن ملفاً كوّن لدى الدائرة القانونية في الاتحاد الدولي التي يرأسها بنيامين كوهين. كما بذلت مساعٍ لتحديد موعد طارئ من باومان لزيارة يقوم بها همام وعضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري والرئيس السابق للجنة والاتحاد أنطوان شارتييه برفقة الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاتشريان، لشرح الصورة الحقيقية للموضوع. وكانت بوادر أمل برفع الحظر ظهرت السبت الماضي بعدما قبلت إحدى المحاكم اللبنانية استئناف الاتحاد اللبناني في شأن الدعوى المرفوعة من نادي عمشيت، لكن الاتحاد الدولي يعتبر أن هذه المحكمة ليست ذات صلاحية.