وزارة التجارة تحفة مثل «بشامة»، وبشامة في الموروث الجنوبي التهامي سيدة ظريفة لا تجيد الكلام وتلوك العلك، فبشامة ذهبت ذات يوم لزيارة خالتها التي لم تزرها مطلقاً في حياتها، وكانت زيارتها للمرة الأولى، وعرفتها خالتها على عيالها وكانوا كثيرين، وبشامة صامتة لوقت طويل فسألتها خالتها بعد أن طال صمتها، تكلمي يا بشامة، فقالت بشامة: «كل الأولاد اللي في الحوش خرجوا من بطنك يا خالة»! وزارة التجارة «استبشمت» علينا كمواطنين فجأة، فخرجت علينا وعبر حساب وزيرها في «تويتر»، مبينة أنها أصدرت تعميماً بإعلان صارم حازم وهو «اعرف حقك»؟ وما هو حقي؟ حقي الذي أعادته لي وزارة التجارة أنني إذا ذهبت إلى البقالة واشتريت أغراضاً وحاسبت، فبقي لي نصف ريال فإني آخذ نصف الريال ولا آخذ مناديل أو علكاً، بل أحمل حقي في محفظتي، فإذا رحت البقالة اليوم الثاني أشتري به مناديل أو علكاً! هذا فعل «بشامة» وليس وزارة خدمية معنية بحياة الناس، لا تعين المواطن على حياته ولا تعين الدولة لمساعدتها في مساعدة مواطنيها، لنتكلم بصراحة أكثر لو ذهبت إلى البقالة لن يضع المحاسب سلاحاً في رأسي لأتسلّم علكاً بدلاً من 50 هللة، فلو طلبت حقي على قول «بشامة» عفواً التجارة سيعطيني حقي. يا معالي وزير التجارة: المواطن ينتظر منك تحديداً صارماً فاعلاً ناجزاً لأسعار السلع الغذائية والدوائية، وإلزام تجار الجملة والتجزئة بذلك بفعل تقدمي متجاوز وحقيقي، فمن غير المعقول أن يشتري المواطن علبة حليب ب20 ريالاً، وفي بقالة مجاورة ب25، وسوق البلد «فالتة» بلا ولي، هذا ما يريده المواطن أن يكفيه راتبه للصرف على عياله ببحبوحة، يلزمها لجم إباحية اللصوص. ويا معالي وزير التجارة الرأي العام ينتظر معرفة مصير 500 وظيفة مراقبي أسواق، أمر بها مليكنا حفظه الله بقرار قبل عامين لم يصدر بها إعلان ليتقدم لها مواطنون! هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات على الواقع، وليس أن تصمت الوزارة دهراً ثم تلوك علكاً، وتقول بعد «بشمنة» ظريفة: «اعرف حقك»! [email protected] abdullah1418@