أكد رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد أن منطقة حائل تمتلك امتداداً حضارياً قديماً، «وتتمتع بانفتاح ثقافي يستوعب التعددية الثقافية». وأضاف رداًَ على سؤال «الحياة» حول تعامل «النادي» مع الآراء «المتشنجة» تجاه فعالياته، أثناء حضوره ملتقى جهات الثقافي، الذي استضاف فيه نادي الجوف الأدبي مثقفي منطقة حائل، ان البعض يعتقد أن مناطق الأطراف كافة غير مهيأة للحراك الثقافي، مشيراً إلى أن المجتمع في حائل تفاعل مع ما قدمه النادي من نقلة في الفعاليات الثقافية المقدمة، والتي «كانت منقطعة عن المنطقة فترة زمانية غير قليلة». مؤكداً أن «المجتمع» استقبل هذه الفعاليات الثقافية بحضور وتفاعل طبيعي، «في المقابل فإن تلك الفعاليات كانت مرفوضة من فئة قليلة من المجتمع، لا تمثل إلا الفكر المتشدد البعيد عن الامتداد الطبيعي للمجتمع المسلم المتحضر». وشدد الحمد على أن «أدبي حائل» لا يعاني من صراع مع المجتمع، وأضاف: «نسبة كبيرة من أبناء المنطقة يتفاعلون مع فعاليات النادي، إضافة إلى ان عدد العاملين والمتعاونين مع النادي يفوقون الخمسين شخصاً يعملون في 10 لجان، وجار العمل حالياً على تعيين مثلهم في محافظات ومراكز المنطقة». وزاد: «كل ما يُذكر حول بعض فعاليات النادي هو بمثابة الآراء التي لا تمثل إلا من تصدر عنه، ونتعامل معها وفق ما ندعو إليه من حرية التعبير». وقال إن مصدر ما يُكتب من تعليقات سلبية تجاه «النادي» في مواقع الإنترنت، أشخاص معدودون لا يتجاوزون عدد الأصابع، «ويكتبون بأكثر من معرف، بينما المتفاعلون مع أنشطة «النادي» لا يستخدمون أساليب التعليقات «المشخصنة». إلى ذلك، بدأت أولى فعاليات «الملتقى» الذي افتتحه وكيل إمارة منطقة الجوف أحمد بن عبدالله آل الشيخ مساء الثلثاء الماضي بندوة «حائل: الثقافة والفنون» والتي قدمها عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي علي العريفي ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون في حائل يوسف الشغدلي وعضو فرقة الفنون الشعبية في حائل الفنان صالح نصيب. وقدم العريفي عرضاً عن بدايات الثقافة في منطقة حائل، في حين أشار النصيب إلى وجود 360 لحناً للربابة على المستوى العربي، «لا يُستخدم منها حالياً إلا خمسة ألحان». وقال الشغدلي في مداخلته إن الإبداع نشأ في حائل، «ووظفه الحائلي بكل جزء من حياته وحوّل منافعه إلى وحدات جمالية تشكيلية». ولفت إلى أن جمعية الثقافة والفنون تقف بقوة لدعم الفنون التشكيلية، ونشأت خلال السنوات الأخيرة مجموعات من الفنانين والفنانات، ولهم أساليبهم وقدراتهم التي فتحت لهم من خلال «الجمعية» أبواباً للمشاركة بالمعارض الدولية داخل وخارج المنطقة». وفي مداخلات الحضور قال حمود المشعل ان هناك عزوفاً كبيراً من الشبان لفعاليات الأندية الأدبية، وعزا العريفي ذلك إلى وجود وسائل تكنولوجية تجذب الشبان، مشيراً إلى أن الأندية لديها خطط لاستقطاب شرائح المجتمع كافة. وشهدت فعاليات ملتقى جهات، أمسية قصصية شارك فيها القاص المعروف صالح الأشقر.