تقدمت قوات النظام السوري مدعومة بالدبابات والقصف الصاروخي والمدفعي في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق، فيما فتح مقاتلو «الجيش السوري الحر» جبهة جديدة في شمال غربي البلاد عندما سيطروا امس على حاجز للقوات النظامية في ريف ادلب، حيث يسعى الجيش النظامي الى اعادة فتح خط الإمداد العسكري بين الساحل والداخل. في موازاة ذلك، قال البيت الابيض ان الادارة الاميركية على اتصال يومي مع المعارضة السورية في شأن الكيفية التي يمكن ان تسد بها الولاياتالمتحدة حاجاتها. وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: «نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس في شأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا». واضاف ان الرئيس باراك اوباما يعتقد بان «مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة». وقال قائد ميداني للمعارضة إن القوات السورية دخلت حي القابون الذي تسيطر عليه المعارضة امس تدعمها الدبابات وتحت ستار كثيف من القصف في جهودها لابعاد مقاتلي المعارضة عن العاصمة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في أماكن اخرى من البلاد. واوضحت مصادر في المعارضة ان القوات الموالية للرئيس بشار الأسد دخلت حي القابون بعد إخضاعه لقصف مركز. وتعرض حيان مجاوران تسيطر عليهما المعارضة لقصف متواصل في الاسابيع الاخيرة لشل حركة المقاتلين. وقال ديبلوماسيون ومصادر امنية إن الأسد يبدو عازما على تأمين العاصمة من مقاتلي المعارضة الذين يمثلون تهديدا لقواته المتحصنة في مواقع بوسط المدينة. واوضح نشطاء ان قوات الحرس الجمهوري احتجزت مئات الاشخاص في أماكن عامة في حي القابون لمنع مقاتلي المعارضة من قصف القوات الحكومية وهي تخترق دفاعات المعارضة وتدخل الحي. واشار قائد ميداني في المعارضة الى ان وحدات الحرس الجمهوري اجتاحت المنطقة الصناعية وحاصرت القابون بدبابات من طراز «تي-72»، في حين قصفت وحدات الجيش المتمركزة في منطقة مرتفعة في وسط العاصمة القابون بالصواريخ والمدفعية. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وجه «نداءً عاجلاً» إلى الأممالمتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية للإسراع في نجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق المحاصرة وفتح «ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق حيث يحتجز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، في وقت وردت تقارير متقاطعة تقول إنه استخدم بعضهم كدروع بشرية». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية استمرت في قصف مناطق في حي برزة بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات مع شن طائرة حربية غارة على الحي، في وقت استهدفت الكتائب المقاتلة مدرسة الشرطة في القابون، بصاروخ محلي الصنع. وبث ناشطون شريط فيديو يظهر مئات العائلات تحاول الخروج من القابون الذي شهد استمرار القصف وحشد الدبابات والآليات في محيطه تمهيداً لاقتحامه بالتوازي مع توسيع نطاق العمليات في حي برزة البلد المجاور. وسقطت قذيفة، أطلقتها القوات النظامية على حي الوعر في حمص وسط البلاد، والذي يطبق عليه قناصة القوات النظامية المتمركزون في مباني الكلية الحربية والمشفى العسكري وبنك الدم. وفي شمال غربي البلاد، دارت امس اشتباكات عنيفة في محيط «معسكر القرميد» والحواجز المحيطة به على طريق أريحا - سراقب في ريف ادلب، في محاولة من المعارضة للسيطرة على المعسكر، رافقها قصف عنيف على المنطقة بصواريخ غراد وقذائف الهاون والدبابات. وقال «المرصد» ان مقاتلي الكتائب المقاتلة سيطروا على حاجز عسكري في بلدة معربليت قرب المعسكر وأعطبوا دبابة وألحقوا خسائر بشرية بالقوات النظامية. ويعتبر «معسكر معمل القرميد» من المراكز الأساسية لقوات النظام في شمال غربي البلاد. وكانت هذه القوات حاولت اعادة فتح الطريق الدولية بين اللاذقية غرباً وحلب وإدلب شمالاً، حيث دارت اشتباكات في بلدة بسنقول امتدت امس الى الأحراش المحيطة بالبلدة. وأفاد «المرصد» ان قوات النظام «سيطرت على المناطق الجنوبية الغربية في حرش بلدة بسنقول المطلة على طريق اللاذقية - اريحا الدولي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة». في غضون ذلك، قال رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس في بيان نشره على صفحته على «فايسبوك» امس إن «الحرب طويلة وشاقة» مع النظام السوري، وإن «الوضع الميداني صعب ونتعرض لضغوط ميدانية شديدة من قبل قوات النظام في دمشق وأريافها»، لافتاً إلى أن «الأسلحة النوعية» التي دخلت كميات منها إلى سورية «سُلمت الى القوى واستُخدمت في ميادين القتال وأعطت نتائج رائعة. لكن الكمية التي وصلت لم تكن كافية للتوزيع على كل الجبهات» القتالية في البلاد. وأفادت صحيفة «دايلي تلغراف» امس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تخلى عن تسليح مقاتلي المعارضة السورية بعد تحذيرات من قادة عسكريين من التورط في حرب شاملة في سورية. وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا كاميرون بأن إرسال أسلحة صغيرة وصواريخ إلى قوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً، بعد أن تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد. ونقلت عن مسؤولين بريطانيين اعتقادهم بأن الأمر قد يستغرق 18 شهراً لإقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، مع أنه يمكن أن يستغرق وقتاً أطول بعد التقدم الذي أحرزته قوات الحكومة السورية. وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان من الضروري «بذل كل ما امكن لعقد مؤتمر جنيف-2، وإيجاد حل سياسي للأزمة». وأضاف انه لا بد من ممارسة اقصى الضغط على الرئيس السوري لإقناعه بالقبول بالمؤتمر والتوصل الى مخرج وإقناع المعارضة بالتوحد والتماسك وأقصاء المتطرفين الإسلاميين.