تبدو على بعض المقيمين الذين حاورتهم «الحياة» علامات الفرح والتفاؤل برؤية الأهل والأصدقاء بعد غياب طال أعواماً، ومنهم سعيد مبروك الذي لم ير هلال رمضان في بلده مصر منذ أكثر من 13 عاماً، فالغربة أبعدته عن قضاء رمضان بين الأهل والأحبة، حتى بات يتمنى أن يقضي يوماً واحداً من رمضان بين أهله ويعود بعده إلى عمله، ولكن حلمه لم يتحقق إلا هذا العام، إذ تزامنت إجازته الصيفية مع قدوم شهر رمضان، وكانت الفرحة تعم جنبات منزله، وهو يستعد للسفر قبل إطلالة هلال رمضان بيومين ليقضي شهراً كاملاً مع أهله وأصدقائه. لم تقف الحال عند مبروك، فهذه حال عدد من المقيمين، الذين عزموا على التمتع بإجازاتهم السنوية، تزامناً مع قدوم شهر رمضان خلال فصل الصيف هذا العام والعامين المقبلين، ما يتيح لهم فرصة لقاء الأهل واستعادة ذكريات رمضان القديمة، يقول مبروك: «لم أكن أتصور بعد غربة امتدت 13 عاماً أن أصوم رمضان في بلدي، وتعود للذاكرة عادات وتقاليد مضت عليها أعوام، فكثيراً ما أتحدث مع نفسي، كيف سأمضي شهر رمضان بين أهلي وأحبتي، وأرى تواصل الأقارب وسهرات الأصدقاء في مقاهي مصر وفي حاراتها الضيقة؟». كما تعقد عائلة سامي أبوصطيف عزمها على صوم رمضان أيضاً بقرب الأهل والأصدقاء، وتقول أم عياله: «لم أكن أتوقع بعد مرور ثمانية أعوام، صُمتُ فيها رمضان مع زوجي وأطفالي فقط، أن أجد نفسي هذا العام بين ذكريات طفولتي، وكيف كنت أصحو على صوت المسحراتي، فلكل بلد عاداته وتقاليده في رمضان». وتضيف: «لا تفوتني ذكرى الأكلات الرمضانية التي كانت تعدها لنا أمي، إذ كانت لدينا أكلات معينة لا بد من وجودها على مائدة الإفطار، فعبق الماضي سيفوح في ذاكرتي، التي ستعود إلى الوراء، وهذه فرصة لتعريف أبنائي بما يتميز به رمضان في بلادنا، لأنهم يتلهفون إلى معرفة أدق التفاصيل، وكثيراً ما تتوق أنفسهم إلى جلسات الأجداد، ويتساءلون عن الأكلات الشعبية وكيفية إعدادها، وكثيراً ما أسرد لهم قصص الصوم مع الطفولة، وكيفية الإفطار والالتزام بالصوم، وغيرها من الحكايات التي ستستيقظ على رائحة رمضان القديم». «رب ضارة نافعة»، هكذا يبدأ المقيم إسماعيل عبدالله حديثه ويقول: «جاء رمضان هذا العام في الصيف، وفي أشد شهور الحر، إلا أنه سينزل برداً وسلاماً على قلوبنا بلقائنا مع الأهل والأصدقاء». ويضيف: «كنا في الأعوام الماضية نشد الرحال للعودة إلى السعودية قبل بدء شهر رمضان الكريم، مع انتهاء إجازتنا السنوية، ونعيش رمضان في الأجواء التي اعتدنا عليها طوال الأعوام الماضية، إلا أن روحانية الشهر في هذه البلاد الطيبة تفرض علينا عادات جميلة، وفي هذا العام عقدنا العزم على الذهاب إلى بلادنا قبل بدء شهر رمضان، لنعيش جمالية وروحانية الشهر بين الأهل والأحبة». ويتابع: «لا أستطيع التعبير عن الفرحة التي تغمرني والسعادة التي تنزل على قلبي، وعلى رغم أن رمضان يأتي هذا العام في الصيف وما نتوقعه من حرارة الشمس وطول النهار، إلا أن حرارة لقاء الأهل وعودة ذكريات الماضي والصيام وسط الأحبة وعلى الأرض التي عشقناها ستطفئ الحرارة».