أصيب سبعة من رجال الشرطة في بلفاست اثر تعرضهم لهجوم بالقنابل الحارقة في ليلة ثانية من أعمال العنف على يد مشاغبين بروتستانت في عاصمة إرلندا الشمالية، كما أكدت السلطات المحلية أمس. وقام شبان ملثمون بعضهم غطوا وجوههم بالعلم البريطاني، برشق رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات ومقذوفات أخرى. ولم تتطلب إصابة الشرطيين نقلهم إلى المستشفى واستمروا في الخدمة، كما أفادت ناطقة باسم شرطة إرلندا الشمالية. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وطلقات مطاطية على رغم أن أعمال الشغب لم تكن قوية كتلك التي وقعت مساء الجمعة عندما أصيب 32 شرطياً بجروح، وتلقى سياسي بارز ضربة حجر على رأسه سببت له الإغماء. وتم توقيف 22 شخصاً الجمعة بعد أن هاجم حشد الشرطة بالقنابل الحارقة والعصي والأسهم النارية والحجارة والزجاجات ومواد البناء وحتى بسيف. وتم توقيف 11 شخصاً آخرين ليل السبت. وأرسل أكثر من 1000 شرطي من بريطانيا إلى إرلندا الشمالية تحسباً لتوترات على خلفية مسيرة 12 تموز (يوليو) التقليدية التي تتوج مسيرات «الحركة البرتقالية البروتستانتية». وبدأت أعمال الشغب الجمعة عندما حاولت الشرطة تطبيق قرار صادر عن هيئة قضائية يمنع الحركة البرتقالية من العبور بالمسيرة في منطقة للكاثوليك في بلفاست. وقال مفوض الشرطة لإرلندا الشمالية مات باغوت: «المشاهد كانت معيبة وشائنة». وانتقد مسؤولي الحركة البرتقالية الذين دعوا لتنظيم احتجاجات ضد قرار منع مسيرتهم في منطقة أردوين وقال إنهم تصرفوا «بتهور». ونقل نايجل دودز عضو البرلمان عن شمال بلفاست إلى المستشفى بعد أن أصيب بحجر في رأسه أثناء محاولته تهدئة الحشود ليل الجمعة. وغادر المستشفى في وقت لاحق. وتقام مسيرة 12 تموز لإحياء ذكرى انتصار الملك البروتستانتي وليام الثالث من أورانج على ملك الكاثوليك المخلوع جيمس الثاني في معركة بوين في 1690. والمناسبة تحرك التوترات بين البروتستانت والكاثوليك في الإقليم الذي شهد ثلاثة عقود مدمرة من العنف الطائفي في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ووضعت اتفاقات «الجمعة العظيمة» الموقعة في 1998 بنسبة كبيرة حداً للنزاع بين البروتستانت المؤيدين للحكم البريطاني والكاثوليك المناهضين له. لكن أعمال عنف متقطعة وتهديدات بالقنابل استمرت على رغم الاتفاقات.