قال السفير المصري لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب إن الدعم السعودي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لبلاده الأسبوع الماضي «ليس بالموقف الغريب لخادم الحرمين مع مصر»، مشيراً إلى أن موقف الملك عبدالله كان ثابتاً وواضحاً تجاه مصر في الوقت التي تشهد فيها الأزمات السياسية. ونوّه عفيفي في تصريح إلى «الحياة» أمس، بشأن موقف المملكة من بلاده، وقال: «نحن لا ننسى أن خادم الحرمين الملك عبدالله أول القادة العرب السباقين بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) قبل عامين في دعم مصر. وبناءً على توجيهاته قدمت الرياض ما يقرب من 4 بلايين دولار حزمة مساعدات، وتجلى موقفه العربي القوي في برقية التهنئة الأخيرة التي وجهها إلى الرئيس المستشار عدلي منصور، التي حملت الكثير من المعاني والدلالات الكثيرة، وتضمن نصها عبارة «شعبنا الشقيق في مصر»، وهذا يحمل الكثير من المعاني التي تؤكد عمق الروابط والعلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، وأن المملكة هي العمق الاستراتيجي لمصر، والعكس صحيح، وهذا يذكرنا بقول الملك المؤسس عندما قال إن مصر والسعودية جناحا الأمة العربية، ويستطيعان أن يعبرا بالأمة إلى بر الأمان». ورداً على ما ينشر بأن المملكة تبحث عن مكاسب سياسية في مصر قال: «المملكة تساند مصر وشعبها أياً كان من هو حاكمها ولا تنظر إلى أي مكاسب أخرى، والمملكة حريصة على الدعم دائماً وأبداً، وهناك مواقف سابقة لملوك المملكة السابقين بدءاً من الملك المؤسس والملك فيصل - رحمهما الله -، وكلنا نتذكر ما كان في نكسة 67 وموقف الملك فيصل الواضح في قمة الخرطوم عندما أثير موضوع دعم مصر، ولم يتردد وقتها ووافق مباشرة، والحقيقة أن ما يطرح عكس ذلك فهو لا يمثل الرأي الرسمي المصري». وفي شأن الاستثمارات السعودية في مصر وما تشهده من أوضاع غير مستقرة في الوقت الحالي، قال السفير عبدالوهاب: «الاستثمارات السعودية في مأمن حالياً وسابقاً ومستقبلاً، ونحن نتوقع أن تشهد زيادة ملحوظة في مستقبل الأيام، والوضع في الشارع مستقر حالياً إلا من بعض الميادين التي يتم فيها التظاهر، وزيارات الإخوة العرب لمصر لم تنقطع والأوضاع إجمالاً يمكن القول عنها إنها مطمئنة جداً». وحول رؤيته لتوسعة المسجد الحرام حالياً، قال: «هذا مشروع يتطلع له المسلمون وهذا ما سيوفر الراحة التامة لحجاج ومعتمري البيت الحرام، وهو مشروع عملاق وهذا الفضل يحسب لله أولاً ثم لخادم الحرمين. ولا ننسى المشاريع القائمة في المسجد النبوي في المدينةالمنورة، ونحن نثمّن ذلك عالياً».