إن كان هناك انتقاد لأمثالنا من المختبئين خلف الأسماء المستعارة إلا أن أكبر فائدة جنيتها من هذا الاختباء، هو الابتعاد عن نظر مديري «أبو العلك» فهذا اسمه في أوساط الموظفين لأنه يمضغ العلك طوال اليوم، ويقال إن سببها أنها تساعده على الإقلاع عن التدخين، ولكن من كثرة ما تراه يتعلك تخاله متعاطي مخدرات وليس مدخناً، الأمر الآخر أنه بلغ من النشبة و«اللزقة» مبلغاً لا يضاهيه أي تشبيه مثل «العلك»، فكما يقول المثل: «لا أنشب من علك»، والفرق بينه وبين الصمغ أنك ممكن تلتصق به، إلا أنك تستطيع التخلص منه بأقل الخسائر، أما العلك فإنك منذ أن تدوسه وهو يتمطط ويتنقل في كل الممرات ويفسد حذائك الفاخر و»يبهذلك» حينما تريد التخلص منه سواء في ثوبك أم غيره... لذلك هو علك «بثر». مديري لا أعرف من أين وقع على «تويتر» واستطاع أن يمارسه في شكل لا بأس به مع أن قدراته السابقة تتوقف على فتح البريد وتحديثه لأنه «يتوهق» ما يعرف لا يطلع ولا يشوف موقع ثاني، إلا أن خبرته في «تويتر» تتزايد، لدرجة أنه أصبح يترصد للموظفين! ويبحث عن أسمائهم ويضيفهم لديه في قائمة خاصة لتسهل عليه مراقبتهم، فإن وجد موظفاً بلغت «البزوطة» معه مبلغاً لا يحتمل يغرد أنه الآن في إحدى محال القهوة المشهورة ويستمع ل«فيروز» كي يعطي صباحه طابعاً رومانسياً وبرستيجياً يفاجئ بانبراشة المدير الذي «يهوشه» قائلاً: «يا أخ فلان لك ساعة متأخر عن الدوام لا تسحّب رجليك جزاك الله خير». غني عن الذكر أن مثل هذه «الانبراشات» أصبحت محل تندر وتصيد من آل «تويتر»، وأصبحوا يصورونها ويتناقلونها في ال«هاشتاقات» و«الواتساب» بعنوان: مدير يقفط موظفه المبزوط! (يقفط... مبزوط.. يا أخي اللغة في انحدار مع الشبكات الجديدة)، فلو دخلت حسابه لوجدت قائمة بالموظفين! موظفين ملتزمين، موظفين متأخرين ... وكلما ناله فراغ دلف إلى باب «تويتر» مثل شايب في ملحق شباب وأصبح ينتقدهم ويراقبهم، فمن يتابع مباريات «البرشا» ينبهه أن ينام باكراً ليأتي إلى الدوام بلا تأخير كالمعتاد! والحمد لله أنني نجوت من «انبراشته»، فكلما حاول استمالتي وطلب حسابي بعفوية وبراءة بزعمه أنه سيرسل لي تدوينة ما... أو «هاشتاقاً مثيراً، أتظاهر بالتبلد والشرود «مثل بعض لاعبي المنتخب»، وأدعي أنني لا أعرف «تويتر»، وأنني أظنه مطعماً مثل مطاعم الفاست فود، فينال من المدير اليأس فيرمي علي ملفات لأنهيها، وما ينتهي اليوم إلا يلتقط أحد موظفيه على جنب ويتبادل معه بعض النكات ليهمس له: «إلا وش حساب مشاكس على «تويتر». عطاني إياه ونسيته يااااخي!» شاكوسه: يقال إن مهووساً أخذ آخر علكة مضغها مدرب مانشستر يونايتد السابق أليكس فيرغسون وعرضها للبيع. ويقال إنه مدمن ل«العلك» وأن مجموع ما مضغه في تاريخه 2000 علكة! [email protected] mushakis22@