يختلف الجدول الزمني لدى الكثير من الأفراد خلال شهر رمضان المبارك، إذ يأتي هذا الشهر مبدلاً لروتين دام عاماً كاملاً، مُحدثاً التغيّر في أنماط الحياة لكل الناس. للنهار الرمضاني وضع ليس ذاته الوضع المعتاد في بقية أيام العام، فالأنشطة تتنوّع بين عبادة أو قضاء حاجات المنزل أو تحضير للإفطار أو حتى اختيار الراحة وعدم إجهاد النفس أثناء الصيام تجنباً للشعور بجوع أو عطش، أما مساؤه فهو موعد الحركة والنشاط وازدحام الطرقات، وفي الوقت ذاته موعد لمصاحبة شاشات التلفاز للتنقّل بين البرامج والمسلسلات. الأنشطة تتنوع في كل يوم من أيام رمضان، إذ يجد أفراد من المجتمع رمضان فرصة لصلة الأرحام وزيارة الأصدقاء، فيما يختار آخرون الحضور في بعض الملتقيات الرمضانية داخل بعض الأحياء التي تتضمن بعض الأنشطة الترفيهية. يجد فهد العليان الفرصة في نهار رمضان للمشاركة في بعض الأعمال التطوعية التي تتمثّل في إفطار الصائم، سواء في الأماكن التابعة لبعض المساجد، أم من خلال توزيع المياه والتمر عند بعض الإشارات المرورية، فيما يكون جزء من المساء لجمعته مع الأصدقاء وممارسة لعبته المفضلة كرة الطائرة. ويقول: «في رمضان تتغير الكثير من العادات التي اعتدنا عليها طوال العام، والجميل في هذا التغيّر أنه يكون إيجابياً، ففي هذا الشهر أجدها فرصة للقيام بالمزيد من أعمال الخير سواء أكان نهاراً أم مساء». لربّات البيوت وضع مختلف، فمن المعتاد أن يكون الجزء الأكبر من نهارهن مخصصاً لتحضير أصناف طعام الإفطار، في حين يكون جزء منه لقراءة القرآن الكريم، تماماً كروتين أم عبدالعزيز التي تقتطع نحو الساعتين من نهار رمضان لتخصصها للمصحف. وتقول: «في رمضان تزداد مسؤوليات النساء المنزلية، فنحن مطالبات بتحضير الإفطار الرمضاني منذ وقت باكر، لذلك يكون المتسّع في فترة المساء التي تذهب في معظمها على المسلسلات الرمضانية». أما صالح الغامدي فنهاره الرمضاني من نوع خاص، نظراً إلى كون عمله يفرض عليه الحضور حتى قبيل موعد الإفطار بدقائق، الأمر الذي يجعل فترة النهار منقسمة بين نومه وعمله. ويضيف صالح: «في النهار يكون للعمل النصيب الأكبر، لذلك أحاول أن استثمر وقتي في المساء ما بين العبادة والزيارات وقضاء الحوائج الشخصية والمنزلية».