سعى الحكم الجديد في مصر أمس إلى كسب مزيد من التأييد في الدول الغربية بعد الدعم الواضح الذي ناله من دول الخليج العربي في اليومين الماضيين. وفيما تواصلت المشاورات لتشكيل الحكومة الانتقالية، والتي يتوقع أن يتم الإعلان عنها قبل بعد غد (الأحد)، تنظم جماعة «الإخوان المسلمين» اليوم «مليونية الزحف» حيث سيتجمع معارضو عزل الرئيس السابق محمد مرسي في ميدان «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) قبل أن يتحركوا في مسيرات تثير مخاوف من أن تترافق مع اشتباكات مع معارضيهم أو مع الجيش. واستبقت السلطات المصرية تظاهرات «الإخوان» بالتلويح لهم بالعصا، بعدما رفضوا «جزرة» الانخراط في التشكيل الحكومي، إذ أحال النائب العام الجديد المستشار هشام بركات، في أول قرار يصدره بعد تعيينه، بإحالة قضية هروب السجناء من سجن «وادي النطرون» على نيابة أمن الدولة للتحقيق فيها. وهذه القضية متهم فيها الرئيس المعزول وعدد كبير من قيادات «الإخوان». وجاء فتح ملف هروب مرسي من السجن في وقت تبحث وزارة الشؤون الاجتماعية حل جماعة «الإخوان»، بعدم ورود نتائج تحقيقات النيابة في الاشتباكات التي وقعت في محيط مقر الجماعة في ضاحية المقطم، والتي تظهر أن أسلحة كانت مخبأة في داخل المقر وهو ما يحظره القانون. وتتوالى البلاغات إلى القضاء لملاحقة جماعة «الإخوان» وكوادرها بتهم مختلفة، في مقدمها الحض على مواجهة الجيش. وأكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين آشتون خلال اتصال هاتفي أجرته مع الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور، أمس، على «أنها تتمنى النجاح للنظام الجديد في مصر وصولاً إلى الاستقرار السياسي والقانوني»، بحسب ما أُعلن في القاهرة. وأعربت أيضاً كما نُسب إليها عن دعم الاتحاد الأوروبي للوضع الاقتصادي في مصر، فيما شرح لها منصور معالم خريطة الطريق التي أعلنها الحكم الجديد والتي تتضمن وضع دستور جديد وإجراءات انتخابات برلمانية ثم رئاسية. في موازاة ذلك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري محمد كمال عمر، عن «قلقه العميق ازاء استمرار الاعتقالات في مصر واصدار اوامر اعتقال قادة الاخوان المسلمين وغيرهم». وشدد بان على انه «لا مكان للانتقام او الاقصاء لاي حزب او مجموعة في مصر». ودعا الى «حوار سلمي يضم جميع الاطراف السياسية» في البلاد وتنتظر ميادين مصر اليوم جولة جديدة من «عروض القوة» بين أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه. إذ ينظم الإسلاميون مليونية «الزحف»، وفيها سيتجمع أنصار مرسي من مختلف المحافظات في ميدان «رابعة العدوية». أما معارضوه فسينظمون إفطاراً جماعياً في ميدان التحرير دعوا إليه جموع المصريين، وتوقعوا أن ينصبوا أكبر مائدة إفطار جماعي عرفتها مصر. وبدأت ساحة الاعتصام في ميدان «رابعة العدوية» الاستعداد لمليونية «الزحف» بتعليق صور كبيرة لمرسي ولافتات مكتوب عليها «مع الديموقراطية ضد الانقلاب». وقال خطباء من على منصة «رابعة العدوية» إن مليونية «الزحف» ستشهد مسيرات إلى قصر الاتحادية الرئاسي ومقر نادي الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع. في المقابل، أعلنت «حملة» تمرد أنها ستقيم اليوم إفطارا جماعيا في ميدان التحرير، وأنها تنتظر من المصريين أن يتناولوا طعام الإفطار أمام منازلهم في موائد جماعية كي يمتد الإفطار الجماعي من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية الرئاسي، في واقعة لم تشهدها مصر من قبل. من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية مصرية ل «الحياة» أن الجيش قرر المضي قدماً في خطة تطهير «جبل الحلال» في سيناء الذي يؤوي «عصابات مسلحة وإرهابيين». وأوضحت أن تلك المواجهة سيشارك فيها سلاحا المدفعية والطيران، من أجل حسم المعركة سريعاً. وكانت المواجهة بين الجيش والمسلحين في سيناء دخلت مرحلة خطيرة بعدما أقدم المسلحون على محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي مساء أول من أمس. ووصفي هو أكبر قائد عسكري في سيناء التي تقع إضافة إلى بورسعيد والإسماعيلية ضمن نطاق سيطرة الجيش الثاني.