قدم الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس اعتذاره العلني لمقتل 13 عنصراً من جهاز الاطفاء والجيش في انفجار ذخائر قبل عامين بالتمام في أسوأ كارثة شهدتها الجزيرة في وقت السلام. وصرح الرئيس "ان الذين ماتوا في ظروف سلمية كانوا ضحايا انعدام المسؤولية واللامبالاة في دولة تنحني اليوم بتواضع احياء لذكراهم"، في اثناء مراسم احياء ذكرى الضحايا في قاعدة ماري البحرية على الساحل الجنوبي التي شهدت الانفجار الضخم في 11 تموز/يوليو 2011. واضاف ان "الدولة تقدم اعتذاراً علنياً وتأسف كثيراً على كل ما كان عليها ان تفعل في الوقت المناسب لكنها مع الاسف فشلت في حماية ابنائها". وتابع ان الدولة تتحمل وحدها مسؤولية كل ما حدث وتسبب بانفجار ذخائر ايرانية مصادرة وأدى كذلك إلى انفجار أكبر محطة لتوليد الكهرباء في الجزيرة. الثلاثاء ادين وزير الدفاع السابق كوستاس باباكوستاس بالقتل غير العمد وادين ثلاثة رؤساء اجهزة بالتسبب بالقتل عبر الاهمال ما ادى الى الانفجار. ومن المقرر اصدار الاحكام بحق الاربعة في 24 تموز/يوليو، علماً ان باباكوستاس يعالج في قسم العناية الفائقة في مستشفى نيقوسيا العام تحت حراسة الشرطة. وأكد الأطباء انه يعاني من ارتفاع ضغط الدم منذ ادخاله الى المستشفى بعيد صدور الادانة. وتمت تبرئة وزير الخارجية السابق ماركوس كيبريانو ونائب قائد الجيش سافاس ارغيرو من جميع التهم في المحاكمة نفسها. واعرب اقارب القتلى وهم سبعة جنود وستة رجال اطفاء والجرحى في انفجار ماري عن الغضب من الاحكام واعتبروها "غير عادلة". وطالبوا بالسجن مدى الحياة لجميع المتهمين و"كثيرين غيرهم". ويعتبر الكثيرون انه ينبغي محاكمة الرئيس السابق ديمتريس خريستوفياس. فقد خلص تحقيق رسمي الى مسؤولية خريستوفياس عن الانفجار لكن مقاضاته لم تكن ممكنة نظرا لتمتعه بالحصانة. في اثناء المحاكمة المطولة كشف الادعاء عن انعدام الكفاءة وإغفالات ادت الى الكارثة. وانفجرت الذخائر المخزنة في القاعدة البحرية منذ ثلاث سنوات في العراء تحت شمس حارقة بالرغم من التحذير من خطورتها. وكانت الذخائر مخزنة في 98 حاوية في القاعدة على بعد 150 م من اضخم محطة كهرباء في الجزيرة في فاسيليكو. وصادرت قبرص هذه الذخائر عام 2009 بعدما اعترضت سفينة تحمل علمها متجهة من ايران الى سورية فيما اكدت لجنة مكلفة تطبيق عقوبات الاممالمتحدة ان الشحنة تنتهك حظرا على تصدير الاسلحة الايرانية. وافاد التحقيق العام ان الذخائر تم ابقاؤها في قبرص للضغط على سورية وايران في لعبة دبلوماسية خطيرة.