أكد استشاري جراحات المناظير والسمنة، زميل الكلية الملكية الكندية للجراحة عزام القاضي أن دراسة أجريت في 2005 أشارت إلى أن 36 في المئة من السعوديين مصابون بالسمنة، مشيراً إلى أن الأرقام تضاعفت في السنوات التي تلتها بشكل مرعب، لترتفع النسبة إلى 52 في المئة». وقال القاضي ل «الحياة» إن جراحات السمنة في هذا العقد تحديداً أضحت حاجة ضرورية علاجية ملحة، وللتقليل من المضاعفات الصحية الخطرة جراء السمنة». وأضاف: «على مستوى العالم أجمع والهيئات الصحية العالمية، باتت جراحات السمنة أفضل الخيارات العلاجية قاطبة لعلاج السمنة المفرطة، استناداً لعدد من الدراسات الشاملة لمختلف أنواع الجراحات، ومع تقدم التقنية الطبية المستخدمة حالياً في جراحات السمنة، انخفضت نسبة المضاعفات والآثار الجانبية. وتشير الدراسات إلى أن جراحات السمنة لا بد من أن تجرى في مراكز جراحية متخصصة، وبإشراف طاقم طبي متكامل من الجراحين والأطباء واختصاصيي التغذية والتأهيل حتى يكون لها الدور الكبير في تخفيف الوزن»، لافتاً إلى أن «نسبة نجاح هذا النوع من الجراحات في الفترة الأخيرة تصل إلى 98 في المئة، وتقل مضاعفاتها عن 2 في المئة، شرط أن تنطبق الشروط وتتم تحت طاقم طبي متخصص». وحذّر من الاتجاه إلى المراكز «غير المتخصصة» وإجراء جراحات بأيدي «غير مدربة» تجنباً لحدوث المضاعفات، منوهاً إلى نسبة المضاعفات في جراحات السمنة إذا أجريت لمن يستحقها بإشراف طبي متخصص مقاربة للجراحات العامة كالمرارة وإزالة الزائدة ونحوها. وتابع: «يجب أن يعي مريض السمنة المفرطة أنها ترفع نسبة إصابته بداء السكري أربعة أضعاف عن الشخص العادي، وكذلك الأمر بالنسبة لمرض ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وجلطات القلب اللذين يزيد احتمال الإصابة بهما عند الفئة نفسها بنحو الثلاثة أضعاف». وذكر أن بعض الدراسات توصلت إلى أن مرافقة السمنة للشخص لمدة تزيد على 10 أعوام تزيد من نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات لمن هم مصابون بالسمنة منذ مرحلة الطفولة أو بدايات مرحلة الشباب. وبحسب دراسة أجريت في الولاياتالمتحدة فإن فرصة الإصابة بأمراض القلب تزداد مع زيادة الوزن واتساع محيط الخصر من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، لأن الدهون التي تختزن في الخصر أكثر نشاطاً من غيرها، حيث تفرز مواد تساهم في تصلب الشرايين بينما يبدو أن دهون الأرداف لا تتسبب في أي شيء مماثل على الإطلاق». وأوضح أن السمنة سبب رئيس لزيادة انتشار داء السكري في العالم، وتصل نسبته إلى أكثر من 12 في المئة، في حين ترتفع في بعض دول الخليج إلى 20 في المئة. وأثبتت دراسات حديثة أن السمنة لها علاقة متينة بالإصابة بسرطانات القولون والثدي والرحم، إذ إن الأورام أكثر شيوعاً مع زيادة الوزن والسمنة. وأشارت إلى أن السمنة تؤدي أيضاً إلى تقليل القدرة على امتلاء الرئتين بالهواء، ما يؤدي إلى نقص كبير في نسبة الأكسجين بالدم مع احتمال ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى النعاس الشديد وصعوبة التنفس والزرقة، إلى جانب توقف النفس المفاجئ أثناء النوم، فضلاً عن تسببها في أمراض الرئتين المزمنة، وتليف الكبد، ومشكلات الحمل والولادة، كما تؤثر في الجهاز التناسلي، وأمراض الجلد، كذلك يعتبر مرضا السكري والسمنة من العوامل المهمة المؤدية إلى ظهور الفطريات في القدم والإصبع». وحذّر القاضي من مخاطر السمنة لدى النساء البالغات سن اليأس «لأنها ترفع من مستوى الهرمونات الأنثوية في الدم، ما يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل الخمس أي 20 في المئة».