أثبت بحث علمي أردني وجود علاقة بين أنواع سرطانات معينة، مثل سرطان الثدي والرحم عند النساء، والبنكرياس والقولون والبروستات عند الرجال، وبين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. وأظهر البحث الذي أعده مستشار جراحة الجهاز الهضمي والسمنة بالمنظار الدكتور سامي سالم، وقدم في المؤتمر الطبي الذي عقد في باريس أخيرا، أن الذين يعانون من السمنة المفرطة يصابون بنسبة أعلى من غيرهم بأمراض السرطانات بسبب نقص المناعة والحصانة في الجسم. ولاحظ البحث الذي جاء تحت عنوان: «علاقة السمنة المفرطة وظهور حالات مرضية أخرى مصاحبة لها»، أن السمنة المفرطة تزيد من احتمالية الإصابة بالسكري والضغط وارتفاع دهنيات الدم، وما يصاحبها من أمراض شرايين الدم والقلب والدماغ، وآلام الظهر والمفاصل. وقال سالم «إن حالات السمنة المفرطة تتزايد عالميا إلى حد غير صحي بسبب تغير نمط الحياة ونوعيات وكميات الأكل وقلة الحركة الجسدية ما يؤدي إلى زيادة احتمالية ظهور الأمراض الجسدية والنفسية». ونصح بأهمية الحفاظ على الوزن الطبيعي لتخفيف احتمالية ظهور الحالات المرضية المرافقة للسمنة، موضحا أنه في حالة السمنة المفرطة لدرجة عالية يصعب على الشخص إنقاص وزنه عن طريق الحميات الغذائية أو الرياضة. وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن عمليات تحزيم المعدة أو عمليات قص المعدة، لتحديد كميات ونوعية الطعام وأوقات الأكل، يستطيع الجراح إجراؤها أيضا لمرضى السكري حيث حققت مثل هذه العمليات نسب نجاح عالية. وأكد البحث أن معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري يتحسنون بعد علاج السمنة المفرطة بنسبة شفاء تصل بين 70-90 في المائة، بحيث يتوقف المريض عن تعاطي أي نوع من أنواع الأدوية. أما النسبة المتبقية ما بين 10 – 30 في المائة فيتحسنون وتقل كميات الأدوية التي يحتاجونها لتنظيم السكر في الدم، حيث تخف نسبة السكر في الدم لتقليل كميات الطعام وتوزيعها على ساعات النهار بحيث يستطيع الجسم بما عنده من كمية أنسولين حرق السعرات الحرارية، إلى جانب التغيرات الهرمونية التي تساعد على تقليل كمية السكر بالدم، وتخفيف كمية الدهن في الجسم التي تساعد على زيادة فاعلية الأنسولين المفرز من البنكرياس وحرقه لمادة الجلوكوز. وشدد سالم في بحثه على أهمية الوقاية من السمنة، من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة البدنية أو اللجوء لأخذ العقاقير المضادة للسمنة لتقليل الشهية أو لمنع امتصاص الدهون في حال فشل السمين بإنقاص وزنه.