تزدحم رفوف مكتباتنا بكتب تطوير الذات واستثمار الوقت التي يبدو أنها لم تؤتِ أكلها بعد، فمنذ عشرة أعوام ونحن نرى هذه الكتب والوضع الذاتي والوقتي متردٍّ، وتراه في «تويتر» واسأل «فيسبوك» عنه. ومنها كتب الدقيقة الواحدة التي بلغ ظنها الحسن أن المديرين بإمكانهم أن يكونوا مميزين جداً لهذه الدرجة، فنحن نعرف أن الكمال لله، والحلو ما يكمل وماجر غصنه، لذلك فإن المدير في هذا الشهر هو في محكٍ شخصي ووظيفي، كون العمل يخف تدريجياً في هذا الشهر الكريم، ولا ينبغي أن يظهر المدير أنه «ما عنده سالفة»، ولا يستطيع أن يدير العمل أو «يخترع» عملاً ليشغل الموظفين الذين يبحثون عن الأماكن المنزوية ليأخذوا قسطاً من النوم يساعدهم في قيام الليل «في ملحق الشلة». فعليك أيها المدير الأقشر أن تكون أكثر مرونة وتركز على الأعمال الأكثر أهمية، وهي التي يتهشتق المسؤول عليها! وهذا يساعد في توفير طاقات العاملين، إذا كان متوسط عملهم في الأيام العادية ساعتين من أصل 8 ساعات، فما هو المؤمل من 5 ساعات وفي رمضان ولم يأخذوا قسطهم من النوم؟ نعم إنها 10 دقائق، لا بد أيها المدير الحذق الفطن من أن تستثمرها جيداً، وأجعل مكافآتك الإذن لهم بالإنصراف باكراً، فهذا يشعل وقود الإنجاز والتحدي والرغبة في تبييض الوجه. اعلم - رحمك الله - أن أعذار الموظفين مهما بدت لك منطقية في هذا الشهر فإنها على الغالب لا تعدو كونها كذبات بيضاء يجب أن تمشيها لهم من دون تدقيق «كبر راسك»، فسيأتيك من يقول إن لديه عاملاً يحتريه ليضبط له «بخشة» بيته وأنت تعرف أنه ساكن في شقة، والآخر يدعي أن أحد أفراد عائلته مريض وسيذهب به إلى المستشفى مع أن أهله خارج الرياض وهو ساكن في شقة بغبيرا عبثت العزوبية في محياه. مدير الرمضان الواحد.. يمتاز بمرونة نظام أمام مسؤول كبير جداً.. وأنه يتناسى جميع الأعذار والتأخير مثل وكيل وزارة ينسى التوجيهات التي لا تعجبه... وأنه أحنّ على الموظفين من سوط حماية المستهلك، وأنه أسرع في اتخاذ القرار من فلاش «ساهر»... وفاعليته في عمله مثل «نزاهة».