استمرت أمس المواجهات بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) شمال سورية، في وقت لم يعلن إلى مساء أمس عن اتفاق نهائي حول ترتيبات عبور مقاتلي «البيمشركة» من كردستان العراق إلى عين العرب عبر الأراضي التركية. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان أمس، إن القوات الأميركية نفذت أربع ضربات قرب عين العرب، وأصابت خمس عربات ومبنى يستخدمه مقاتلو «داعش». من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن المتوسط اليومي لتكاليف قتال «داعش» في العراق وسورية ارتفع إلى 8.3 مليون دولار يومياً، أو بلغ إجمالاً 580 مليون دولار في الفترة بين 8 آب (أغسطس) و16 الشهر الجاري. ويعكس المتوسط الجديد زيادة في كثافة العمليات الأميركية ضد التنظيم في سورية والعراق. وقالت وزارة الدفاع قبل أسبوع إن متوسط التكاليف 7.6 مليون دولار يومياً أو إجمالاً 424 مليون دولار منذ 8 آب. وفي عين العرب، أطلقت أمس قذائف من عين العرب على نقطة الحدود السورية - التركية، في حين استمرت الاشتباكات بين «داعش» و «وحدات حماية الشعب الكردي». وترددت أصداء إطلاق النار عبر الحدود التركية في وقت شددت إجراءات الأمن على الجانب التركي من الحدود. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إنه وثق مقتل «815 شخصاً في القتال من أجل السيطرة على المدينة خلال الأربعين يوماً الماضية أكثر من نصفهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية». وخسارة البوابة الحدودية -وهي الطريق الرسمي الوحيد للمقاتلين الأكراد في عين العرب للعبور إلى تركيا- سيمثل ضربة كبيرة للمقاتلين الذين يدافعون عن المدينة وللمدنيين المتبقين في المدينة. في إربيل، ينتظر إقليم كردستان العراق «موقف الدولة التركية» قبل إرسال عناصر من البيشمركة للدفاع عن عين العرب، بحسب مسؤول كردي الإثنين. جاء ذلك غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وافقت بلاده على عبور المقاتلين الأكراد العراقيين أراضيها إلى شمال سورية، أن الأكراد السوريين لا يريدون المساعدة من أقرانهم العراقيين. وقال وزير «البيشمركة» مصطفى سيد قادر للصحافيين في برلمان كردستان: «حتى الآن (أمس) لم تتوجه قوات البيشمركة إلى كوباني، ونحن على استعداد لإرسالها». وأضاف: «ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل أي قوات إلى غرب كردستان»، في إشارة إلى المناطق الكردية في شمال وشمال شرقي سورية. ولم يقدم قادر أي تفاصيل إضافية في تصريحاته المقتضبة قبيل مشاركته في جلسة للجنة شؤون «البيشمركة» في البرلمان، مخصصة للاطلاع على وضع القوات على الجبهات التي يقاتل فيها «الدولة الإسلامية» في شمال العراق. وكان الناطق باسم قوات «البيشمركة» هلكورد حكمت قال إن 200 عنصر من هذه القوات سيتوجهون إلى عين العرب خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أنه هؤلاء سيشكلون «قوات دعم» مزودة رشاشات ومدافع هاون وراجمات صواريخ. ووافق برلمان كردستان العراق الأربعاء على إرسال مقاتلين من «البيشمركة» للانضمام إلى عناصر «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن كوباني مدعومين بضربات جوية يشنها التحالف الدولي- العربي بقيادة الولاياتالمتحدة. وأعلنت تركيا في 20 تشرين الأول (أكتوبر) أنها ستمسح للمقاتلين الأكراد العراقيين بعبور أراضيها للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا. إلا أن أردوغان صرح أمس الأحد أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم الذي تتبع له «وحدات الحماية»، وهو بمثابة الفرع السوري ل «حزب العمال الكردستاني»، غير متمسك ب «وصول البيشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها». وأضاف أن هذا الحزب، الذي وصفه ب «المنظمة الإرهابية»، لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه في شمال سورية. وتتهم أنقرة «حزب الاتحاد الديموقراطي» بأنه مقرب من نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبأنه الذراع السورية ل «حزب العمال» الذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ ثلاثة عقود في تركيا من أجل استقلال كردستان. في المقابل، قامت أنقرة في السنوات الأخيرة بتحسين علاقاتها شيئاً فشيئاً مع السلطات في إقليم كردستان العراق. من جهة أخرى، أكد عصمت شيخ حسن رئيس «هيئة الدفاع في مقاطعة كوباني» أنهم على استعداد تام لاستقبال قوة من «البيشمركة»، مشيراً إلى أنهم قاموا بكل الترتيبات اللازمة من أجل ذلك، نافياً وصول عناصر من «البيشمركة» أو «الجيش الحر» إلى عين العرب. وأضاف أن مشاركة أي فصيل مقاتل في المعارك «يجب أن تتم بالتنسيق مع المجلس العسكري في وحدات حماية الشعب».