أصبحت الإصدارات الخاصة من أسهم الشركات وسنداتها، البوصلة الثالثة للمستثمرين الدوليين، فالبوصلة الأولى، أي أسواق الأسهم، تنتابها حال من الترقب والقلق، أما الثانية، أي سندات الخزينة، فأوضاعها متقلبة جداً. ولذلك، يعاود المستثمرون الرهان على الإصدارات الخاصة من أسهم الشركات وسنداتها التي سجل الاكتتاب بها انتعاشاً مطرداً خلال الأشهر الماضية. وزادت عمليات شراء الأسهم والسندات الخاصة خلال حزيران (يونيو) 38 في المئة مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، وهي أفضل نسبة منذ العام 2009. وعزا خبراء سويسريون الإقبال الاستثنائي على هذه الأسهم والسندات إلى سببين، الأول الظاهرة المعروفة باسم «كريديت كرانش» أي قلة الموارد المالية التي كانت الشركات تحصل عليها من المصارف، ما دفعها إلى جمع هذه الموارد من الأسواق عبر بيع أسهمها وسنداتها، والثاني يتمثل بسندات الخزينة، بما أن بحث المستثمرين عن الأمان قضى على مردود سندات الخزينة الألمانية «بوند» والأميركية «تي نوت». وأشار مصرفيون سويسريون إلى أن مردود سندات الشركات الخاصة «كوربوريت بوند» كان أعلى قبل الأزمة المالية العالمية، بما أن أخطار إفلاس الشركة المصدرة لهذه السندات كانت أعلى من إمكان إعلان أي دولة إفلاسها، كما حصل اليوم في شكل غير رسمي في اليونان وغيرها من الدول الأوروبية. أما الآن فتغيرت الأوضاع، ووجهت أسواق المال المستثمرين الدوليين إلى نظام سندات الشركات الخاصة، التي يرسو مردودها على نحو 2.6 في المئة سنوياً. وأفاد خبراء في جامعة زيوريخ بأن خطر دخول سندات الشركات الخاصة مرحلة الإفلاس، متدنٍ ويبلغ نحو 2.8 في المئة فقط مقارنة بنحو 4.8 في المئة العام الماضي. ويجب التمييز بين فئتين من سندات الشركات الخاصة، الأولى تُعرف ب «اينفيستمينت غريد»، وهي الأكثر صدقية وتتمتع بدرجة تصنيف ائتماني عند «بي بي بي»، ويُعتبر مردودها الأدنى منذ العام 2007، ويقف وراءها الشركات المالية، وعلى رأسها المصارف التي يتعلق مصيرها في معظم الأحيان بمصير الدول، ولذلك ينصح محللون المستثمرين الدوليين بالإقبال على شراء هذه السندات. أما الفئة الثانية فمردودها عال وتُعرف باسم «هاي ييلد». وستثير سندات الشركات الخاصة شهية المستثمرين، ويُتوقع أن يشتري السويسريون وحدهم حتى نهاية أيلول (سبتمبر) بأكثر من 56 بليون فرنك (57.8 بليون دولار) منها، بما أن التنويع في عمليات شرائها أفضل كثيراً من عروض شراء سندات خزينة من دول لا يعلم أحد بعد إذا كانت ستصمد في وجه الديون.