فجأة ومن دون مقدمات، بات المهاجم العماني عماد الحوسني (30 عاماً) خارج حسابات الأهلي في الموسم المقبل، بالتراضي بين الطرفين، بعد أن تأكد غيابه عن الملاعب لثلاثة أشهر، إذ تتطلب عودته خضوعه لجراحة عاجلة، لإزالة عظم زائد في المفصل قبل الدخول في برنامج تأهيلي مركّز، وهو ما يعني غيابه عن مشاركة الفريق في المراحل الحاسمة من دوري أبطال آسيا في نسخته الحالية 2013، بحثاً عن تحقيق اللقب القاري بعد نيله وصافة الترتيب في الموسم الماضي. وتلقت الجماهير الأهلاوية النبأ العاجل بموجة حزن عالية، نظراً لتألق «العمدة العماني» اللافت في الأعوام الثلاثة الفائتة التي شارك فيها مع الفريق، إذ شكّل علامة فارقة في المقدمة الخضراء، ورسم الابتسامة على الشفاه الأهلاوية في الكثير من النِزالات الكروية والاستحقاقات الرياضية، وكان آخرها بطولة كأس الملك للأندية الأبطال التي أحرز فيها ثلاثة أهداف مميزة في شباك النصر، أسهمت كثيراً في وصول الفريق إلى الدور نصف النهائي من المسابقة، قبل أن يغيب عن مواجهتي الشباب في مكةالمكرمةوالرياض، لتنتهي آمال الفريق في الموسم الرياضي، وتنتهي معها آخر فصول تألقه وإبداعه مع القلعة. عانى الحوسني كثيراً في الموسمين الماضيين من الإرهاق، وتوالي المشاركات الكروية من دون توقف، إذ ترك ناديه فترة الصيف من العام الماضي، ليشارك مباشرة مع منتخب بلاده في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، ثم عاد إلى الأهلي، ولعب معه في دوري أبطال آسيا، حتى وصل النهائي، قبل أن يتعرض لإصابات مختلفة، أثّرت في مستواه الفني، وأسهمت في تراجع سِجلّه التهديفي، قبل أن يشارك مع منتخب السلطنة في كأس الخليج 21 في المنامة، ثم عاد أخيراً إلى قلعة الكؤوس، وقدّم مستويات مميزة، وأسهم في انتصارات فريقه في دوري زين، وبطولة كأس الملك للأندية الأبطال التي كتبت السطر الأخير في مسيرته الحافلة مع الفريق. العماني عماد الحوسني المولود في 18 تموز (يوليو) 1984، شقّ طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية بسرعة فائقة، إذ بدأ مشواره الرياضي من نادي الخابورة في عُمان من خلال درجة الناشئين، قبل أن ينضم إلى منتخب الناشئين بعد تميزه مع الخابورة، ثم واصل رحلته إلى منتخب الشباب، ومنه إلى الأولمبي، ليتم أخيراً استدعاؤه إلى المنتخب الأول المشارك في كأس آسيا 2004 في الصين، وهناك سطّر «العمدة» أروع مستوياته الفنية، ولفت الأنظار إليه، خصوصاً بعد تسجيله هدفين في مرمى منتخب إيران، ثم واصل تألقه وإبداعه في العام نفسه عبر بوابة كأس الخليج، إذ قاد الأحمر العُماني إلى الفوز بوصافة البطولة، وتُوّج هدافاً لها آنذاك في إنجاز غير مسبوق. نال الحوسني فرصة الاحتراف الخارجي في سنّ باكرة، إذ تعاقد مع نادي الرياض السعودي في آب (أغسطس) 2004، وأحرز معه 10 أهداف في الدوري السعودي، ليشدّ بعدها الرحال صوب نادي قطر القطري عام 2005، في صفقة كانت الأضخم في تاريخ انتقالات اللاعبين العُمانيين، وأبدع في مشواره مع الفريق الملكي، قبل أن ينتقل بعد ذلك عام 2008 إلى الريان القطري، ومنه إلى فريق روايال شارلوروا البلجيكي في 2009، ليعود إلى الريان القطر، ويستقر في الأهلي السعودي أخيراً الذي انتقل إلى صفوفه في آب (أغسطس) 2010.