فجأة ومن دون مقدمات هبط أداء مهاجم الأهلي وأحد أهم هدافيه، العماني عماد الحوسني (29 عاماً) في شكل لافت بالموسم الحالي، بعدما كان حضوره مميزاً في الموسم الماضي، إذ بات «العمدة»، كما يحلو للجماهير الأهلاوية تسميته، غير قادر على فكّ شفرة تراجع مستواه المخيف، إذ لم تتجاوز أهدافه في دوري زين لهذا الموسم حاجز الأربعة أهداف حتى انقضاء الجولة ال19 الماضية، ما جعل المدرب التشيخي غاروليم يحتار في أمره، فتارة يُشركه أساسياً إلى جوار زميله الهداف البرازيلي فيكتور سيموس، ولكنه يضطر إلى إخراجه في الشوط الثاني وإشراك مهاجم بديل بسبب انخفاض مستوى الحوسني، وتارة يحتفظ به إلى جانبه في مقاعد البدلاء ويدفع به ك«ورقة رابحة» على أمل أن يزيد من قوة الفريق الهجومية، غير أن المهاجم العماني لا يحرك ساكناً في الكثير من المباريات. وتساءلت جماهير الأهلي عن سرّ غياب هدافها «الفذّ» الذي أشعل المدرجات الخضراء في العامين الماضيين بأهدافه الحاسمة وحيويته الهجومية المرعبة للحراس، إذ رفعت لافتات في مباراة الفريق الأخيرة أمام «الغريم» فريق الإتحاد حملت إحداها عبارة: «وش اللي غيرك وش جاك قلي..»، وأخرى جاء فيها: «ننتظر عودتك..»، وعلى رغم من مشاركة عماد الحوسني في المباراة ذاتها خلال الشوط الثاني وانتظار الجماهير الأهلاوية لعودته عبر الشباك الاتحادية، إلا أن مسلسل غيابه التهديفي استمرت حلقاته، إذ لم يستطع اللاعب تسجيل هدف لفريقه في تلك المباراة. عماد الحوسني علل في أكثر من حديث ذلك التدني اللافت في مستواه للإرهاق، بسبب توالي مشاركاته مع الأهلي ومنتخب عمان طوال العامين الماضيين من دون توقف في استحقاقات محلية وآسيوية عدة للفريق الأهلاوي، ولتصفيات آسيوية عدة واستحقاق خليجي لمنتخب بلاده. وخلاف ذلك، افتقد المهاجم الحوسني لصانع الألعاب «الماهر» في الأهلي، خصوصاً بعد عودة البرازيلي مارسيليو كماتشو إلى فريق الشباب، بعدما كان «الصانع الأول» لمهاجم الأهلي في الموسم الماضي، ما حدا بالإدارة الأهلاوية إلى التعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي «الجديد» برونو سيزار لمعالجة خلل «الصناعة». وشقّ العماني، عماد الحوسني المولود في ال18 من تموز (يوليو) عام 1984 طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية سريعاً كلاعب موهوب، إذ بدأ مشواره الرياضي من نادي الخابورة العماني عبر فريق درجة الناشئين، ليتمّ ضمة لمنتخب ناشئي عمان، بعد تألقه اللافت مع فريق الخابورة، ثم واصل رحلته مع منتخبي الشباب الأولمبي، ليتم استدعاؤه إلى المنتخب الأول في كأس آسيا عام 2004 في الصين، والتي سطّر من خلالها أروع مستوياته الفنية ولفت الأنظار إليه، خصوصاً عندما أحرز هدفين في مرمى إيران، ثم واصل تألقه وإبداعه في العام ذاته بدورة كأس الخليج، عندما قاد «الأحمر» إلى الفوز بمركز الوصافة في «مونديال الخليج» وتتويجه هدافاً للدورة. في حين نال الحوسني فرصة الاحتراف الخارجي في سنّ باكرة، عندما جلبه نادي الرياض السعودي في آب (أغسطس) عام 2004، إبّان وجود فريق الرياض ضمن أندية «الدرجة الممتازة»، إذ كان اللاعب أحد هدافي الدوري السعودي حينها ب10 أهداف، وشدّ بعدها المهاجم العماني الرحال صوب نادي قطر القطري في الشهر ذاته من عام 2005، في صفقة كانت تعد الأضخم في تاريخ انتقالات اللاعبين العمانيين. وبعد عامين انتقل في تموز (يوليو) عام 2008 إلى الريان القطري، ومنه إلى خارج الوطن العربي، عندما حط رحاله في نادي روايال شارلوروا البلجيكي خلال أيلول (سبتمبر) من عام 2009، كأول تجربة احترافية له في أوروبا، ليعود مجدداً إلى الملاعب القطرية في نادي الريان، ثم عاد إلى الملاعب السعودية، خلال آب (أغسطس) عام 2010 عندما تعاقد معه النادي الأهلي.