تجددت المواجهات في مخيم اليرموك جنوبدمشق بعد إطلاق «الجيش الحر» معركة «عاصفة الجنوب» التي أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على نقاط وحواجز للقوات النظامية السورية التي قابلتها بقصف المخيم ومناطق في أطرافه الجنوبية. كما دارت مواجهات بين المعارضة المسلحة ومقاتلي النظام و»حزب الله» في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية جددت قصفها على مناطق في حيي جوبر (شرق دمشق) والقابون (شمالها الشرقي) وبرزة البلد في طرفها الشمالي، في وقت دارت اشتباكات بين الطرفين في «حي تشرين» مع ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وتعرض الحي لقصف القوات النظامية منذ صباح امس. لكن الجديد كان تجدد المواجهات في مخيم اليرموك وسط غطاء من القصف الجوي وأنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على نقاط تابعة للقوات النظامية. كما دارت اشتباكات في شارع نسرين بحي التضامن المجاور للمخيم. وكان مقاتلو المعارضة أطلقوا معركة «عاصفة الجنوب» وسيطر عناصر «الجيش الحر» على عدد من الحواجز في كل من شارع فلسطين وبلدية اليرموك وشارع الثلاثين وشارع اليرموك في المخيم وشارع نسرين في حي التضامن. وتجددت الاشتباكات في محيط مقام سكينة في مدينة داريا جنوبدمشق، وترافقت مع قصف من القوات النظامية على أطراف المدينة، وقال «المرصد» إن خسائر وقعت في صفوف الطرفين. وتعرضت مناطق في الغوطة الشرقية مثل دوما وعربين للقصف ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، اضافة إلى حصول مواجهات في زملكا وحي جوبر شرق العاصمة. وقُتل ثمانية مواطنين من مدينة قطنا (جنوبدمشق) تحت التعذيب بعدما اعتقلتهم القوات النظامية. وقال «المرصد» إن مناطق في بلدة السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية وسط اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أفادت بأن مواطناً أصيب في انفجار عبوة ناسفة بسيارة خاصة في منطقة كفرسوسة في دمشق، مساء أول امس، وأن وحدات الهندسة فككت عبوة وضعت في سيارة في حي المالكي الراقي، في وقت انفجرت عبوة بسيارة في وسط العاصمة ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص. وبين دمشق وحدود الأردن، اندلعت اشتباكات متقطعة في محيط جامع بلال في درعا البلد. كما تجدد قصف القوات النظامية على قرى وبلدات وادي اليرموك. وفي حمص، قال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن ل «فرانس برس» إن «القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، اكثر سوءاً». وأضاف أن «عدداً غير محدد من المقاتلين المعارضين والمدنيين الذين أصيبوا بجروح في الأيام الماضية، ماتوا نتيجة عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم لهم». وكانت قوات النظام بدأت في 29 الشهر الماضي حملة لاستعادة أحياء في وسط حمص يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، أبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة. وأفاد المرصد السوري بأن عناصر من «حزب الله» يشاركون في الحملة التي انعكست قصفاً متواصلاً بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء المحاصرة، اضافة إلى غارات مستمرة للطيران الحربي. وأوضح عبد الرحمن أن «التجهيزات الطبية القليلة كان المقاتلون المعارضون يتمكنون من إدخالها عبر الأنفاق. الآن هذه الأنفاق تعرضت للقصف أيضاً. ما نراه في حمص حالياً هو انتهاك تام للقانون الإنساني الدولي». وأكد ناشطون في المدينة حصول نقص حاد في التجهيزات الطبية. وقال الناشط يزن الحمصي ل «فرانس برس» عبر سكايب: «دخل القطاع الطبي في المنطقة المحاصرة في عجز ظاهر بعد استهلاك جزء كبير من المخصصات (...) نتيجة القصف الشديد وارتفاع عدد الإصابات اليومية إلى أضعافه في المرحلة التي سبقت الحملة». وأشار إلى أن «الحملة هي الأعنف» منذ فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون قبل اكثر من عام. وكانت القوات النظامية تقدمت الاثنين داخل حي الخالدية معتمدة أسلوب «الأرض المحروقة» بحسب ناشطين. واستمرت امس القوات النظامية في قصف الأحياء المحاصرة بقذائف الهاون والدبابات والمدفعية، وتركز القصف على حي القصور ومنطقة مسجد خالد بن الوليد. وقُتل رجلان من بلدة كفرلاها في استهداف القوات النظامية سيارتهما على طريق الحولة - البحرة. وقال «المرصد» إن قوات النظام استخدمت قذائف الهاون والدبابات وراجمات الصواريخ في قصف حيي باب هود والخالدية، في وقت تعرضت المنطقة القريبة من حمام العثمان في حمص القديمة لقصف عنيف وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. وفي حلب شمالاً، بث ناشطون معارضون فيديو اظهر اسر مقاتلي المعارضة عدداً من جنود الجيش النظامي في منطقة خان العسل في ريف حلب. وقال «المرصد» ان الكتائب المقاتلة استهدفت امس مراكز للقوات النظامية في حي صلاح الدين وفي مبنى النفوس، فيما سقطت قذائف هاون على حي تراب الغرباء، أطلقتها القوات النظامية. كما حصلت مواجهات في منطقة الشيخ سعيد قرب مطار النيرب العسكري شرق المدينة مع ورود انباء عن «مقتل عدد من عناصر القوات النظامية قرب معمل الإسمنت». وفي الريف، دارت اشتباكات بين «وحدات الحماية الشعبية» التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» والكتائب المقاتلة في قريتي باشمرة وكوندي مزن التابعتين لناحية شيراوا في منطقة عفرين بشمال حلب قرب حدود تركيا، أثناء هجوم الكتائب المقاتلة على القريتين وعلى نقطة تمركز لوحدات الحماية في كوندي مازن. وأفاد «المرصد» بأن ستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة سقطوا في المواجهات، وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة عفرين. وفيما تعرض مركز مدينة دير الزور وحي الشيخ ياسين في شمال شرقي البلاد، لقصف القوات النظامية، شن الطيران الحربي غارة على منطقة عين علي قرب مدينة القورية، كما اغار الطيران على قرى جبل الزاوية في شمال غربي البلاد. ودارت اشتباكات إثر محاولة القوات النظامية اقتحام صوامع الحبوب في بلدة بسيدا. وتعرضت قرى جبل التركمان في الساحل الغربي لقصف صاروخي عنيف.