سجل جسر الملك فهد، الرابط بين السعودية والبحرين، السبت الماضي، أعلى معدل مرور يومي في حركة المسافرين، منذ افتتاحه قبل نحو ثلاثة عقود. حيث فاق عدد العابرين بين البلدين في آخر عطلة نهاية أسبوع قبل حلول شهر رمضان المبارك 100 ألف مسافر، وكان أعلى رقم سابق سجله الجسر في كانون الثاني (يناير) الماضي حين عبر في الاتجاهين نحو 94 ألف مسافر. ويشهد جسر الملك فهد في الفترة الحالية زحاماً شديداً، منذ الإجازة الصيفية، ويختار الكثير من السعوديين، البحرين لقضاء إجازتهم، فضلاً عن خليجيين آخرين، يقصدون المنامة براً، مروراً بالأراضي السعودية. فيما اعتاد بعض سكان الشرقية، على التوجه إلى البحرين بكثافة في آخر عطلة أسبوعية قبل حلول شهر رمضان المبارك، ويطلقون عليها «الوداعية»، إذ لا يفضل البعض السفر خلال شهر الصيام. ويقابل ذلك توافد الكثير من البحرينيين على المنطقة الشرقية، لشراء المستلزمات الرمضانية أو التواصل مع ذويهم. وقال الوكيل المساعد للمنافذ والبحث والمتابعة في شؤون الجنسية والجوازات والإقامة في البحرين يوسف أحمد الغتم: «إن شؤون الجنسية والجوازات والإقامة حققت إنجازاً، في التعامل مع العدد الكبير من المغادرين والقادمين عبر جسر الملك فهد، يوم السبت الماضي، إذ سجل المنفذ أعلى معدل للمسافرين في يوم واحد منذ افتتاحه ببلوغه 100215 مسافراً». وأشار الغتم، إلى إن «موظفي شعبة جوازات جسر الملك فهد، بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى العاملة في الجسر، بذلوا جهوداً كبيرة لإنهاء إجراءات المسافرين بسلاسة، بناءً على الخطة الخاصة بمثل هذه المواقف، وبالجاهزية العالية التي يتمتع بها الموظفون للتعامل مع الأعداد المتزايدة للقادمين والمغادرين عبر الجسر». وشهد الجسر حركة مرور عالية مع بدء تطبيق قرار العطلة الرسمية في المملكة في 29 من شهر حزيران (يونيو) الماضي، لتكون يومي الجمعة والسبت، بدلاً من الخميس والجمعة، ما أسهم في توافد أعداد كبيرة من المسافرين من الجانبين السعودي والبحريني. ما أدى إلى استنفار جميع الفرق العاملة فيه، لمواجهة أعداد المسافرين الكبيرة، إلا أن الزحام بلغ ذروته السبت الماضي، بحسب ما أدلى به المسؤول البحريني. وتكرر مشهد طوابير السيارات التي تنتظر لساعات طويلة، في الجانب السعودي. فيما يكون المشهد مختلفاً في الجانب البحريني الذي يستعد لهذا الزحام منذ وقت مبكر، من طريق تشغيل جميع المسارات، وتزويدها بالموظفين، إضافة إلى إجراء تعديل في نقاط تفتيش المركبات، إذ يقوم رجال الجمارك بتفتيشها من دون الحاجة لنزول السائق. ما يسهم في انسيابية الحركة بشكل كبير. وقدر المدير العام للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد، بدر العطيشان، عدد المسافرين الذين عبروا الجسر خلال العام الماضي، 17.623.624 مسافراً، بمعدل يومي 48.284 مسافراً بزيادة عن العام 2011، تبلغ 22 في المئة، وبلغ العدد منذ تشغيل الجسر حتى نهاية العام 2012، 239.654.771 مسافراً بمعدل يومي يبلغ 25.155 مسافراً. فيما قدّر مدير جوازات جسر الملك فهد، العقيد مرعي القحطاني، عدد المسافرين في الأسبوعين الأولين من إجازة الصيف ب1.080.258 مسافراً، وهو ما يعتبر زيادة كبيرة في حركة المسافرين اليومية التي تشكل عبئاً كبيراً على الأطقم العاملة في الجسر، والتي عادة ما تعلن حال الاستنفار بين طواقم العاملين في منطقة إنهاء الإجراءات التي تضم الجوازات والجمارك، والتي يترقب نقلها إلى المنطقة الواقعة على مدخل الجسر، إضافة إلى أنه يتم فتح جميع الكبائن ال36 الموجودة في الجسر، ودعم الفرق العاملة بأخرى مساندة، إلا أنه غالباً ما تفشل هذه الخطط في استيعاب أعداد المسافرين الكبيرة. ويشهد الجسر مراحل تطويرية عدة منذ العام 2008، أسهمت في إنهاء إجراءات المسافرين وانسيابية الحركة المرورية. فيما كشف العطيشان، عن وجود خطة تطويرية لإنشاء جزيرتين صناعيتين لمناطق الإجراءات قرب سواحل المملكتين لاستيعاب الزيادة الكبيرة والمتصاعدة في حركة المرور بقسميها الركاب والشحن، وتحويل الجزيرة القائمة إلى مناطق استثمار سياحي وترفيهي، ويتضمن المشروع إنشاء جزيرتين اصطناعيتين، على مساحة 600 ألف متر مربع لكل جزيرة كافية لاستيعاب المركبات الصغيرة بمعدل 4 آلاف مركبة في الساعة في كل اتجاه. وكذلك ساحات تفتيش كافية ل400 شاحنة في وقت واحد، ومنطقة انتظار أخرى تستوعب 400 شاحنة كذلك لمناطق الدول لكلا البلدين، إضافة إلى مرافق أخرى.