وشاح «ايرميس» الحريري المربع لم تصبه اي تجاعيد بعد 76 سنة على بدء انتاجه، وهو يربط حول العنق او حول الرأس او يزنر الخصر ويشكل احد رموز الأناقة الفرنسية، وهو نتاج صناعة حرفية... وزوج من الفراشات. لا احد يكشف كم من هذه المربعات الحريرية تنتج «دار ايرميس» سنوياً أو الأعداد التي تبيعها في 323 متجراً تملكها عبر العالم. لكن من المؤكد انها تبيع الكثير منها. ويكلف المربع الكلاسيكي بحجم 90 سنتيمراً طولاً وعرضاً، 320 يورو. وثمة مربعات اصغر وأكبر. هذا الوشاح هو منتج أساسي في إحدى أعرق دور المنتجات الفاخرة في فرنسا التي لا تزال ملكاً لورثة مؤسسها تييري ايرميس. في البداية كانت الفراشات. ويقول كامل حمادو مسؤول الإعلام في مجموعة ايرميس» القابضة للنسيج (اتش تي اتش): «المربع الحريري هو نتاج زوجي فراشات. الفراشة هي 300 بيضة تعطي 300 دودة حرير اي 300 شرنقة و450 كيلومتراً من خيوط الحرير». شرنقة واحدة يمكنها ان توفر 1.5 كيلومتر من الخيوط التي تستخرج وتنقل الى مصنع الغزل لكي تعقف وتجمع في نوع من رزمة كبيرة من الخيوط البيضاء ومن ثم «تجدل» في مصنع الجدل الوحيد الذي لا يزال قائماً في منطقة ارديش الفرنسية وتحاك ومن ثم تغسل بصابون مرسيليا لجعل النسيج براقاً ليناً وناعم الملمس. تأتي بعدها مرحلة الرسم والطباعة. ويوضح حمادو: «إعداد الألوان مثل الطبخ في قدر تغلي على النار. فمثلاً لدينا 22 غراماً من الأصفر و10 غرامات من الأحمر وليتر من مادة محللة وبعض المياه المغلية. نتوقف بعد سبع دقائق من عملية الطهو ونضيف عندها الصمغ النباتي لتكثيفها». وانطلاقاً من الرسم المفكك إلى رسوم مختلفة، تصمم صفائح من الورق المقوى كل واحدة بلون، وتثبت على اطر مستطيلة كبيرة. على احداها يضع أحد العمال الحرفيين معجونة ملونة سميكة. ويثبت المربع الحريري تحتها ملصقاً على طاولة. وبضربة مقشطة، يتغلغل اللون الأحمر الى الحرير ويملأ المساحات الفارغة في الصفيحة. ويضيف حمادو: «نطبع طبقة بعد طبقة من اللون الأغمق الى الأفتح، من الأكبر الى الأصغر».