وصل رئيس الوزراء التونسي علي العريض إلى جدة مساء أمس (السبت)، في زيارة للمملكة العربية السعودية تستغرق يومين. وكان في استقباله بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز. ونوّه رئيس الوزراء التونسي في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس، بالعلاقات التاريخية القائمة بين المملكة وتونس، معتبراً أنها «قائمة على الثقة المتبادلة والشفافية والاحترام المتبادل». وأكد أن زيارته «تتناول سير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وسبل تعزيزها، إضافة إلى التباحث في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وأضاف: «أن الزيارة تندرج في إطار التشاور وتعميق علاقات التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والفنية وسبل تطويرها، والمملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى للعالم العربي». كما ثمّن الدعم الذي قدمته المملكة لبلاده خلال العامين الماضيين، ومنوّها بنتائج زيارة رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي إلى المملكة، إضافة إلى الزيارات المتبادلة بين المسؤولين التونسيين والسعوديين على مدى العامين الماضيين. وتابع: «إن المملكة قدمت خلال العامين الماضيين من خلال الصندوق السعودي للتنمية مساعدات وقروضاً كبيرة بقيمة بلغت 500 مليون دولار لتمويل مجموعة من المشاريع الكبرى في تونس وتمت الاستفادة منها في أبوابها»، معبّراً عن أمله «بأن يتجاوز التعاون بين البلدين مستواه الحالي تماشياً مع العلاقات القوية بين البلدين، إضافة إلى رغبتنا في زيادة الاستثمارات السعودية في تونس». وحول التسهيلات التي يمكن أن تقدمها بلاده للمستثمرين السعوديين قال: «الحكومة تسعى إلى تطوير الأوضاع في تونس نحو المزيد من الأمن والاستقرار والوضوح السياسي، ونأمل بأن نتمكن من تحقيق مشاريع قوانين جديدة على هذا الصعيد». وأشار إلى أن «السعوديين لهم استثمارات كبيرة في الخدمات والسياحة ومجال البنية الأساسية، وهناك عدد من كبار المستثمرين السعوديين في تونس لعشرات الأعوام، وزار البلاد بعضهم في أكثر من مناسبة في الفترة الماضية خلال الملتقيات المعرفة بالاستثمار في تونس والتعريف به والدعوة إليه، وكانوا حاضرين في معظمها والتقيت بعضهم، كما التقى بهم الوزراء واستمعنا لمشاغلهم». وذكر أن المستثمرين السعوديين والأجانب يحتاجون من تونس إلى مزيد من التعريف بفرص الاستثمار وإلى الإسراع بمشاريع القوانين المنظمة للاستثمار، كما يريدون أن يكونوا مطمئنين على الاستقرار السياسي والوضع الأمني ونحن ذاهبون إلى ذلك. وزاد: «نحن نريد أن نقول للجميع إن تونس تسير أكثر فأكثر على صعيد الاستقرار الأمني والاستقرار والوضوح السياسي والإصلاحات الجوهرية في مختلف المجالات، وبالتالي وضعها صار جالباً للاستثمار». وحول الأزمة السورية والموقف التونسي من ذلك، شدد العريض على أن بلاده تقف إلى جانب الثورة السورية ومع حق الشعب السوري في تحقيق طموحه المشروع في إنهاء الاستبداد وإقامة نظام يحظى بالرضا العام وينهى الاستبداد الذي عانى منه الكثيرون، مشيراً إلى أن تونس مع وحدة سورية الوطنية ووحدتها المجتمعية. كما عبّر عن خشيته من أي تدخل أجنبي في سورية، «تونس تخشى من التدخلات العسكرية بصفة عامة في سورية، لأن تلك التدخلات لا يُعرف ما يخفى وراءها من ابتلاءات وبلاءات». يُذكر أن الوفد المرافق لرئيس الوزراء التونسي في زيارته إلى المملكة يضم وزير الخارجية عثمان الجرندي ووزير التنمية والتعاون الدولي الأمين الدغري ومحافظ البنك المركزي الشاذلي العياري وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية حسين الجزيري ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي بوبكر التايب.