سوبوت (بولندا) – رويترز - رفض رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انتقادات وجهت لدور موسكو قبل الحرب العالمية الثانية، وذلك أثناء احتفالات أقيمت في بولندا لمناسبة مرور 70 عاماً على غزو ألمانيا النازية. لكن بوتين ونظيره البولندي دونالد تاسك اتفقا على ضرورة أن يبذل مؤرخون من البلدين جهوداً أكبر للكشف عن جوانب مظلمة لماضيهما المشترك لا تزال تخيم على العلاقات بين الدولتين بعد مرور 20 سنة على انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية. وتختلف روسيا مع الدول التي كانت تدور في فلكها مثل بولندا حول تصرفات الدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين في عام 1939 عندما أبرم اتفاق عدم اعتداء مع ألمانيا النازية فتح الطريق أمام غزو بولندا والحرب العالمية. وقال بوتين في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع تاسك في منتجع سوبوت في بولندا: «إذا كنا سنتحدث بموضوعية عن التاريخ فيجب أن ندرك أنه لم يكن له لون واحد فقط. إنه كان متنوعاً وارتكبت كل الاطراف عدداً هائلاً من الأخطاء». ومضى يقول: «وكل هذه الأفعال هيأت الظروف للعدوان الواسع النطاق الذي قامت به ألمانيا النازية». وأشار بوتين إلى محاولات بريطانيا وفرنسا لاسترضاء هتلر عام 1938 والتي أدت إلى قبولهما تدمير تشيكوسلوفاكيا وكذلك استيلاء بولندا نفسها على شريط من الأراضي التشيخية قبل فترة قصيرة من الغزو الألماني. وفي حديثه أمام عدد من قدامى المحاربين وزعماء أوروبيين آخرين في وقت لاحق، قال بوتين إن اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعها فياتشيسلاف مولوتوف وزير الخارجية في عهد ستالين ونظيره الألماني يواكيم فون ريبنتروب في آب (أغسطس) 1939، كانت خطأ، لكنه أضاف قائلاً: «لدينا الآن الحق في أن نتوقع من دول أخرى قبلت الاتفاق مع النازيين أن تحذو حذونا» وتعترف بأخطائها. وقال تاسك في كلمة عند نصب فيستربلات بالقرب من غدانسك حيث أطلقت القوات الألمانية الرصاصة الأولى التي أشعلت الحرب العالمية الثانية في أول أيلول (سبتمبر) 1939، إن الحقيقة التاريخية يجب أن تنتصر. وأضاف قائلاً: «التفسيرات المختلفة مسموح بها لكن الحقائق واحدة. نريد أن نتذكر هذه الحقائق لا أن نستخدم التاريخ ضد أحد وإنما من أجلهم كي يكون أساساً للسلام». واتفق بوتين وتاسك على أن يقدما للمؤرخين حرية وصول متبادلة للوثائق الوطنية في البلدين وتشكيل مجموعات مشتركة من الخبراء لدراسة قتل ضباط بولنديين في غابة كاتين في غرب الاتحاد السوفياتي عام 1940 وهو حادث يمثل لدى البولنديين خيانة ستالين ووحشيته. وقال الرئيس البولندي ليخ كاجينسكي أمام حشد عند نصب فيستربلات: «للبولنديين الحق في معرفة حقيقة هذه المأساة التي حلت بشعبنا ولا يمكن أن نتخلى عن هذا الحق».