ذكرت صحيفة إسرائيلية أن "مبعوثاً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة أمس بهدف إجراء محادثات لتوثيق التنسيق الأمني بين الدولتين في أعقاب التطورات"، التي شهدتها مصر وإسقاط حكم الإخوان المسلمين بعزل الرئيس المصري محمد مرسي. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه بعد ساعات من تغيير الحكم في مصر، أمس، وصل إلى القاهرة مبعوث إسرائيلي من أجل عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية. وأضافت الصحيفة أن "العلاقات الأمنية بين إسرائيل ومصر خلال ولاية مرسي كانت جيدة، والتقديرات الآن هي أن هذه العلاقات ستصبح أفضل". وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتحدثا أبدا طوال ولاية الرئيس المصري المعزول وأن العلاقات بين البلدين كان تسير طوال الفترة الماضية بين المسؤولين الأمنيين المصريين ووزير الدفاع وقائد القوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي. ووفقا للصحيفة فإن مسؤولين أمنيين في إسرائيل ومصر يحذرون من أن "إيران ستحاول تجنيد مقاتلين من حركة الجهاد الإسلامي لكي ينتقلوا من قطاع غزة إلى سيناء عن طريق الأنفاق بهدف تنفيذ هجمات ضد الجنود والشرطيين المصريين وخلق واقع جديد إسلامي محارب في سيناء لإبعاد شبه الجزيرة عن الحكم العلماني الجديد في مصر". ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر أمني مصري رفيع المستوى قوله إن أجهزة الأمن المصرية والإسرائيلية تستعد لاحتمال قيام حركة الإخوان المسلمين في مصر "بتجنيد الذراع العسكري لحركة حماس من أجل تنفيذ سلسلة هجمات انتقامية على عزل مرسي وبهدف زعزعة الأمن الداخلي في مصر". وأضافت الصحيفة أنه خلال اليومين اللذين سبقا عزل مرسي تسلل عشرات من نشطاء حماس إلى سيناء عن طريق الأنفاق. وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات من الجيش المصري انتشرت على طول الحدود مع إسرائيل خلال الأيام الأخيرة بتصديق الجيش الإسرائيلي من أجل منع تسلل نشطاء من غزة إلى سيناء. وفي هذه الاثناء واصلت قوات الأمن الإسرائيلية صباح اليوم البحث عن بقايا صاروخ أو أكثر يحتمل أن تكون قد سقطت في محيط مدينة إيلات، بعدما سمع سكان المدينة دوي انفجارات الليلة الماضية. ووفقا للصحيفة الإسرائيلية فإن حركة "تمرد" الشبابية المصرية، التي نظمت التظاهرات المليونية التي أدت إلى عزل مرسي، تجندت للقيام بحملة جمع تواقيع من أجل الإطاحة بحكم حماس في غزة، وذلك بتشجيع الحكم المصري الجديد. وفي السياق المصري، لفتت الصحف الإسرائيلية اليوم إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء أفيف كوخافي، كان قد توقع خلال خطاب أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي في 14 آذار/مارس الماضي، حدوث "هزة ثانية" في مصر بسبب سياسة حكم الإخوان المسلمين. وقال كوخافي حينذاك إن "حركة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط تسعى إلى إنشاء دولة دينية تكون الشريعة في أساسها، ومؤسسة الأزهر في مصر حصلت على صلاحيات مؤخرا تقضي بمهاجمة قوانين البرلمان". وأردف "إلى جانب ذلك هناك صحافيين في سجون مصر وتركيا، وهذا يعزز قوة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، لكنه من الجهة الأخرى يستدعي مؤشرات لحدوث هزة ثانية، فالمواطن عاد ليكون محبطا وهناك مؤشرات لذلك في مصر وتونس أيضا، إذ أنه لم يتحسن شعور المواطن هناك". من جانبها قالت صحيفة "معاريف" اليوم إن "حقيقة أن الجيش المصري مستمر في قيادة الوضع في مصر سبب تفاؤلا حذرا في إسرائيل، وذلك على ضوء العلاقات الجيدة بين إسرائيل والجيش المصري، والذي تحسن كثيرا في العام الأخير". ويشار إلى أن العلاقات بين إسرائيل ونظام حسني مبارك الأسبق في مصر كانت حميمية للغاية.