علمت «الحياة» أن السلطات المصرية بصدد إجراء عملية «إعادة توزيع» للسكان المقيمين على طول خط الحدود في رفح مع قطاع غزة، والذين يتوزعون على 680 منزلاً. وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» إن العملية ستكون «بمثابة إعادة توزيع للسكان، وليس تهجيراً، في إطار الإجراءات الخاصة باتخاذ التدابير الأمنية للحفاظ على الأمن القومي للبلاد خلال العمليات الأمنية المقرر تنفيذها وفقاً لخطة القوات المسلحة»، التي صادق عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء أول من أمس. وأوضح المصدر أنه من المقرر القيام بعملية سماها «إعادة توزيع ديمغرافي» موقت بسبب العمليات الأمنية المتوقع القيام بها حفاظاً على أرواح المدنيين حتى يتم الانتهاء من عمليات تطهير المنطقة الحدودية من الجماعات الإرهابية المسلحة. وأشار المصدر إلى أن اللجنة المشكلة من كبار قادة القوات المسلحة والمكلفة من قبل المجلس العسكري بدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة في سيناء، وخصوصاً حادث مكمن «كرم القواديس» الذي راح ضحيته 30 جندياً، بدأت عملها أمس لإعداد تقرير مفصّل عن الهجوم وتكتيكات الجماعات الإرهابية وطبيعيتها. وأوضح المصدر أن تقرير اللجنة الفنية سيرصد طبيعة الأسلحة والمواد الخطرة والمتفجرة التي استخدمها الإرهابيون لمواجهة قوات الجيش والشرطة ومدى تطور أجهزة الاتصال بحوزتهم وقدرتهم على المواجهة والتعامل مع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات المدرعة ومعدات القتال المتطورة التي تستخدمها الجيوش النظامية، وآلية تهريب الأسلحة لهم، وكيفية قطع تلك الإمدادات. وأضاف أنه سيتم عرض التقرير على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاتخاذ القرار المناسب وآليات المواجهة الفعالة للسيطرة على العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة. وأفادت مصادر أمنيه بأن أهالي قرية الطويل الواقعة جنوب شرقي العريش عثروا على جثة جندي (22 سنة) قُتل بطلق ناري في الرأس، اتضح أنها لأحد جنود مكمن «كرم القواديس». ورجّحت المصادر أن تكون الجثة ارتمت مئات الأمتار بعيداً من المكمن جراء شدة التفجير. وأوضحت أن جندياً من أفراد المكمن سلم نفسه لمعسكر تابع للجيش، بعدما نجا من الهجوم، وتمكن من الفرار إلى منطقة صحراوية قريبة من المكمن. وبدأت القوات المسلحة في تعزيز تواجدها في محافظة شمال سيناء، استعداداً لتوسيع هجومها وبدء عمليات أمنية نوعية واسعة للقضاء على البؤر الإرهابية. وقال مسؤول عسكري ل «الحياة» إن قوات من الجيش قتلت خمسة من العناصر الإرهابية في منطقة الشيخ زويد، بقصف جوي، عبر مروحية رصدت سيارة دفع رباعي تحمل مدفعاً، تم نسفها. وقال مصدر في الشرطة ل «الحياة» إنه تم توقيف أكثر من 50 شخصاً يُشتبه في أنهم على صلة بهجوم «القواديس»، لكنه أشار إلى أنه ليس كل الموقوفين بالضرورة متورطين في الاعتداء، لكن ربما تكون في حوزة بعضهم معلومات قد تؤدي إلى الوصول للجناة. وأعلنت اللجنة المشتركة من القوات المسلحة والشرطة برئاسة وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية اللواء محمد إبراهيم تفعيل قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول في مناطق في شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، مؤكدة في بيان بعد اجتماعها في مقر وزارة الدفاع اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لسرعة القبض على المنفذين والمتورطين في هجوم مكمن «كرم القواديس» سواء ب «التحريض أو التمويل المادي». ميدانياً، خلت شوارع مدن رفح والشيخ زويد والعريش من المارة، في التزام طوعي من الأهالي بقرار حظر التجول المطبق من الخامسة مساء حتى السابعة صباحاً. وطلبت قوات الجيش والشرطة من الأهالي عبر مكبرات الصوت الالتزام بالقرار وإغلاق متاجرهم وقت الحظر. وأغلقت قوات الجيش والشرطة كافة الطرق الرئيسية والفرعية في مدن شمال سيناء، خلال ساعات الحظر. ومنعت مرور أي سيارات من تلك المكامن في ساعات الحظر، وأوقفت مستقلي تلك السيارات حتى الصباح لحين انتهاء ساعات الحظر، قبل أن تسمح لهم بالمغادرة. وجابت دوريات أمنية شوارع مدن شمال سيناء طوال ساعات النهار، وشددت الحواجز الأمنية من إجراءات التفتيش.