قليلون المصممون ودور الأزياء الذين يسعون إلى المغالاة في الديكور المحيط بعرض مجموعاتهم، إلّا إذا كان الديكور يخدم الفكرة العامة للمجموعة المعروضة، فيظهر الانسجام في ما بين العرض والمكان وما يحيط به من ديكور. ويبدو السعي وراء الأفكار الجذّابة والجديدة من الأمور المهمة في التقديم لأي عرض، وفي التوجّه العام لمثل هذا التميّز تقدّمت جيسيكا مينه آن، وهي عارضة أزياء شابة من أصل فيتنامي، لتقدّم مهاراتها في تنسيق وإقامة عروض أزياء حول العالم بأفكارها الخاصة. انطلقت الشابة فور تخرجّها تحت مسمى وكالة «جاي»، الحرف الأول من اسمها، مرتكزة على أهوائها الشخصية وتعلّقها بالأماكن التاريخية، لتقدّم عروضاً في أماكن يصعب تخيّلها. فمن عرض أزياء على «جسر لندن» على ارتفاع 44 متراً من النهر، عام 2011، إلى البرج التوأم الأعلى في العالم Twin Towers على ارتفاع 175 متراً من الشارع، حيث أقامت العرض الأول في العالم على ارتفاع مماثل. لا تستهدف «جاي» الأماكن المرتفعة حصراً في عملها، وإنما تسعى إلى إبراز أماكن تاريخية أو مفصلية في بلاد معيّنة إلى العلن وهو ما فعتله مع عرض على نهر السين في باريس حيث حوّلت مركباً بطول 90 متراً خشبة عرض، وفي دبي، حيث حملت على رأسها «برج العرب» تسريحة شعر لتقدم عرض أزياء بمشاركة مصممين كبار على متن سفينة كوستا أتلانتيكا الفاخرة. تبتكر أسلوب العرض وتلاحق تنفيذه على أن يحقّق نقطة جديدة في عالم الموضة، نقطة تلامس التميّز الذي يرتكز عليه هذا العالم، هذا عمل الوكالة التي تترأسها الشابة المنظّمة لهذه العروض. الشابة التي بدأت عملها بُعيد تخرّجها، تنظّم اليوم العروض «التاريخية»، كما أنها تشارك في عرض الأزياء كعارضة، فتحمل ما تمثّله إلى مراتب متقدّمة جامعة بين إدارة الأعمال وعرض الأزياء، واضعة نصب عينيها الكثير من البلاد والأمكنة التي تسعى إلى العرض فيها من ريو دي جانيرو إلى برشلونة واسطنبول وسنغافورة ونيويورك. في العرض الأخير على نهر السين، قدّمت مجموعة من المصممين تصاميمها، فظهرت العارضات وكأنهن يتبخترن على صفحة المياه مع مشهد طبيعي خلّاب أضفى على المجموعات المعروضة رونقاً خاصاً يليق بالعروض الكبرى.