أقفلت السلطات الأمنية والعدلية في السعودية أمس، ملف اغتيال العميد مبارك السواط أمام منزله في حي الشرائع في منطقة مكةالمكرمة في 16 تموز (يونيو) 2005، بعد صدور أحكام بالسجن والمنع من السفر على تسعة سعوديين، شاركوا في خلية إرهابية مكونة من 12 شخصاً (قتل منهم ثلاثة أشخاص) لاختطاف رجال قطاع المباحث العامة في وزارة الداخلية وتوثيق رسائلهم عبر مقاطع فيديو، وبثها عبر شبكة الإنترنت، من أجل مساومة الحكومة على شروطهم. وأصدر قاضٍ في المحكمة الجزائية المتخصصة في مدينة الرياض أمس، أحكاماً بالسجن والمنع من السفر تراوح بين 25 و10 أعوام لتسعة سعوديين، اشتركوا في التخطيط والتنسيق مع منفذي عملية اغتيال العميد مبارك السواط، وموافقة بعضهم في إعداد بيان يدعو إلى تصفية رجال المباحث العامة، فيما قتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهما بعد 72 ساعة من تنفيذ الاغتيال، وهما كمال فودة ومنصور الثبيتي، والآخر شارك في العملية وتم انقضاء دعواه في القضية، وهو محمد بغدادي وقُتل في نقطة تفتيش أمنية (المثلث) في وادي الدواسر في كانون الأول (ديسمبر) 2010. ودين المتهم الأول الذي حُكم عليه بالسجن 10 أعوام والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، بإبلاغ بعض عناصر الخلية عن إصدار بيان يدعو إلى تصفية ضباط المباحث العامة، واتفاقهم على صياغة البيان واختيار عنوانه ورسائل التهديد لعدد من الضباط، ولا سيما أن المجموعة اتفقت على ترشيح القتيل كمال فودة زعيم المجموعة. وأضاف: «كان المتهم الأول على علم ودراية بتكوين البيان والسعي إلى تصفية عدد من ضباط المباحث العامة من بينهم العميد مبارك السواط، إذ قام بمراقبة تحركات السواط والاتفاق مع المتهم التاسع لاختطافه ومساومة الحكومة السعودية، في مقابل إطلاق سراحه، بعد تسجيل رسالته عبر مقطع فيديو يتم نشره على شبكة الإنترنت». ولفت قاضي الجلسة خلال جلسة النطق بالحكم إلى أن محاولة اختطاف المتهمين الأول والتاسع لم تتم، بل قام المتهم الأول بإهداء رشاش وذخيرة وناظور للقتيل كمال فودة لتنفيذ عملية الاغتيال، خصوصاً أن المتهم الأول يعلم بتسجيل مقطع فيديو للقتيل فودة يتضمن وصيته وعزمه على السفر إلى مصر بعد تنفيذ عملية اغتيال العميد السواط. وحكم قاضي الجلسة على المتهم الثاني بالسجن 25 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، لإدانته باعتناق المنهج التكفيري، وتأثره بفكر تنظيم «القاعدة» والتعاون مع عناصر الخلية لاغتيال العميد السواط واستطلاع منزله وسيارته مرات عدة، وتم رصد عدد من المخططات من بينها شراء دباب لتنفيذ العملية، خصوصاً أن المتهم انضم في وقت سابق إلى جماعة القتيل أبو مصعب الزرقاوي والتدرب معهم على فك وتركيب الأسلحة. وأضاف: «تستر المتهم الثاني على القتيلين كمال فودة ومنصور الثبيتي بعد أن علم عن مخططهم بتنفيذ عملية الاغتيال، خصوصاً أنه كان يعلم أن القتيل فودة على معرفة بمقيم مصري في المملكة لديه خبرة في صنع قنبلة يدوية»، وحكم القاضي على المتهم الثالث بالسجن 20 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، لاشتراكه في رصد منزل المقدم السواط، فيما تستر المتهم على قائد تنظيم «القاعدة» في المملكة (آنذاك) والمطلوب 17 في قائمة ال26 سعود القطيني العتيبي (قُتل في مواجهات أمنية في الرس 2005). وأصدر قاضي الجلسة الحكم بالسجن 25 سنة والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه للمتهم الرابع، لإدانته بالانضمام للخلية التي كانت تعمل على الإخلال بالأمن في المملكة، خصوصاً أنه كان على علم بأن القتيل فودة مدرباً على صناعة المتفجرات، وقام بعمليات استطلاع، تمهيداً لتنفيذ عملية اغتيال العميد السواط، كما كلّف المتهم الثالث بمراقبة المنزل في حي الشرائع في مكةالمكرمة. وأضاف: «تستر المتهم الرابع على زعيم التنظيم في المملكة (آنذاك) سعود القطيني، ودعا إلى الانضمام في مجموعة إرهابية أطلقت على نفسها (كتائب الحرمين)». وحُكم على المتهم الخامس بالسجن 25 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة، لإدانته باستعداده لأي عمل إرهابي ضد الجنسيات الأجنبية داخل المملكة، واشتراكه مع القتيلين فودة والثبيتي والمتهمين الأول والثاني للتخطيط لعملية اغتيال العميد السواط، واستعداده لتحضير الأسلحة والذخيرة من أجل ذلك، فيما ضلل المتهم الخامس أجهزة التحقيق بإخفاء ما دار في تلك الاجتماعات، ومحاولته للخروج إلى العراق والتواصل مع المنسقين للمشاركة في القتال الدائر هناك. وأمر قاضي الجلسة بالسجن 25 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة للمتهم السابع، لاعتناقه المنهج التكفيري واجتماعه مع عدد من المنتسبين إلى التنظيم، وتجهيز الأسلحة لتنفيذ مخطط عمليات اغتيال ضباط المباحث العامة، والتعرف على منازلهم، واشتراكه مع الخلية نفسها في تحديد أهدافهم، ومواجهة كل من يقف ضد أعمالهم داخل المملكة من أجل السعي لتحرير الموقوفين على ذمة قضايا أمنية في السجون السعودية، خصوصاً أنه كان يعلم بموعد عملية تنفيذ اغتيال المقدم السواط. فيما حُكم على المتهم الثامن بالسجن 12 عاماً والمتهم العاشر 10 أعوام ومنعهما من السفر بمدد مماثله لسجنهما، لإدانتهما باعتناق المنهج التكفيري والاجتماع من عناصر الخلية والتستر عليهما.