زار الرئيس الأميركي باراك اوباما تنزانيا المحطة الاخيرة من جولته الافريقية التي قادته الى جنوب افريقيا حيث سرق الاضواء منه تردي الحال الصحية لرئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا. ورأى اوباما ان افريقيا ستحقق اهدافها فقط من خلال قادة يعملون على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيهم، معرباً عن أمله ان تؤدي زيارته لتنزانيا الى دعم الديموقراطية في هذا البلد. وتأتي زيارة اوباما بعد جولة لنظيره الصيني شي جينبينغ شملت ايضاً تنزانياً. وأثيرت هذه المنافسة الاقتصادية حول افريقيا بين بكين وواشنطن خلال رحلة اوباما. وكرس اوباما نهاية الاسبوع، لتكريم مانديلا بطل التمييز العنصري الذي اصبح اول رئيس اسود في جنوب افريقيا. وقرر اوباما عدم زيارة مانديلا الذي لا يزال في وضع صحي حرج في احد مستشفيات بريتوريا، الا انه اشاد بإرثه مرات عدة، ووصفه بأحد أهم الشخصيات السياسية في التاريخ. وكان اوباما زار الاحد الزنزانة الصغيرة حيث اعتقل مانديلا في جزيرة روبن قبالة مدينة الكاب، وأخذ ابنتيه الى مقلع الكلس حيث كان مانديلا يقضي حكمه بالاشغال الشاقة. وفي وقت لاحق في جامعة الكاب، انتقد اوباما «المجرمين وزعماء الحرب» الذين يحولون دون تحقيق افريقيا لتطلعاتها. وانطلق اوباما من الارث السياسي لمانديلا وخروج جنوب افريقيا من سنوات الفصل العنصري المظلمة، ليوجه نداء نحو التغيير الى الديموقراطية للتركيز على ان الحرية ستنتصر في نهاية الامر. تنزانيا وعقد اوباما في تنزانيا مؤتمراً صحافياً مع نظيره جاكايا كيكويتي، كما زار محطة اوبونغو لتوليد الطاقة الكهربائية بعد الكشف عن برنامج بقيمة سبعة بلايين دولار لتعزيز شبكة الكهرباء في افريقيا. كما وضع اوباما اكليلاً من الزهور على نصب تكريم ضحايا الهجوم على السفارة الاميركية هناك في العام 1998. وشاركت زوجته ميشال في منتدى السيدات الاول الذي استضافته زوجة الرئيس الاميركي السابق لورا بوش. ويقوم جورج بوش الذي ساهم برنامجه لمكافحة الايدز وفيروس نقص المناعة المكتسب في انقاذ الملايين بزيارة الى افريقيا في الوقت ذاته. وكان اوباما يريد من خلال كلمته في الكاب امداد جيل جديد من الافارقة بالامل بأن بامكانهم القيام بتغيير سياسي وبان قارتهم لها قدرات لم تكتشفها بعد. وانتقد اوباما «الذين يسرقون او يقتلون او يستغلون غيرهم»، مضيفاً ان العبرة الاساسية لجنوب افريقيا هي ان «مثل هذه الاساليب لن تحقق اي نتيجة». وتابع: «ما دامت اجزاء من افريقيا تعاني من الحرب والخراب فلن يكون بالامكان احلال الديموقراطية او استغلال الفرص». كما انتقد حكم روبرت موغابي في زيمبابوي المجاورة حيث «تحول الوعد بالتحرير الى فساد السلطة وانهيار الاقتصاد». واتسمت كلمة اوباما في الكاب بنبرة مؤثرة خصوصاً عندما اتى على ذكر مانديلا.