ناقش وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي خلال اجتماعهم الدوري ال 112 الذي عقد في جدة ليل أمس، العلاقات الخليجية - الخليجية وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، و تنسيق سياستها وعلاقاتها التجارية تجاه الدول الأخرى، وكذلك التكتلات والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وذلك بهدف تقوية مواقعها التفاوضية وقدراتها التنافسية في الأسواق العالمية كما ورد في الاتفاق الاقتصادي لمجلس التعاون. كما ناقشت الأوضاع في فلسطينوإيران بعد الانتخابات الأخيرة، وموضوع الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، والأوضاع في السودان في ضوء المبادرة القطرية الهادفة لمساعدة السودانيين على التوصل لحل أزمة دارفور، إضافة إلى الأوضاع في العراق والصومال، والوضع في لبنان والتطورات والتفاعلات الخاصة بالجهود الهادفة لتشكيل حكومة لبنانية جديدة. وتدارس الوزراء تطورات الوضع في اليمن في ظل أحداث صعدة، إضافة إلى طلب قدمته اليمن للانضمام إلى اللجنة الوزارية للبريد والاتصالات، وكذلك بشأن الانضمام إلى اتحاد غرف التجارة والصناعة في مجلس التعاون». كما هنأ رئيس الدورة الحالية للاجتماع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله في افتتاح الاجتماع بسلامة مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد نايف بن عبدالعزيز عقب محاولة الاغتيال التي استهدفته. ورحب بانعقاد مؤتمر حركة فتح السادس في بيت لحم بفلسطين، مؤكداً على الأولوية الملحة في هذا الوقت هي تكاتف كافة القوى الفلسطينية لنجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني باعتباره الأساس القوي لقيام الدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واختتم الوزير بن علوي أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ومجالات أخرى للتعاون المشترك التي تهم الإنسان والبيئة في دولنا، مؤكداً على أن المداولات المستفيضة سوف تكلل بالنجاح. عقب ذلك رفع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية الجلسة الافتتاحية لتتحول إلى جلسة مغلقة ووصف العطية الاجتماع الذي يختتم اليوم بأنه مهم في ضوء القضايا والمواضيع التي سيناقشها وزراء الخارجية في إطار دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، كما يأتي الاجتماع قبيل الدورة التحضيرية للمجلس الوزاري الذي سيمهد لانعقاد القمة الخليجية المقبلة التي ستعقد في الكويت في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأشار إلى أن وزراء الخارجية سيطلعون على تقارير لجان وزارية أنهت أعمالها في مجال التعاون الاقتصادي والتخطيط والتنمية والزراعة وتقنية المعلومات والربط الكهربائي، والاطلاع على تقرير سيقدمه الأمين العام لمجلس التعاون عن الخطوات التي تم اتخاذها بشأن الدراسة الخاصة باستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية بصورة جماعية. ولفت الأمين العام لمجلس التعاون إلى أن «المجلس الوزاري اطلع أيضاً على مذكرة الأمانة العامة بشأن مكافحة أنفلونزا الخنازير من الجهات المختصة في دول المجلس، كما تم اطلاع وزراء الخارجية على تقارير حول دراستين أعدتهما الهيئة الاستشارية الخليجية عن موضوعي الأمن الغذائي والمائي والأزمة المالية العالمية للتوصية بشأنهما للقمة المقبلة في الكويت». وكان المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون كلف الهيئة الاستشارية بدرس هذين الموضوعين في قمة مسقط الأخيرة، ليتم عرضهما في قمة الكويت، وقال العطية إن وزراء الخارجية سيطلعون على الدراستين لاتخاذ توصية بشأنهما. وفي المجال الأمني، أوضح العطية أن اجتماع وزراء الخارجية يطلع على تقرير عن الإجراءات الأمنية الاستباقية التي اتخذتها دول مجلس التعاون، خصوصاً في المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والتي أدت لضبط خلايا إرهابية كانت تستعد للقيام بأعمال إرهابية، مشيراً إلى «ان المجلس الوزاري اطلع على تقرير حول سير المفاوضات مع المجموعات الاقتصادية الصديقة وآليات العمل حول تنفيذ برامج العمل بشأن الحوار الاستراتيجي مع تركيا ودول آسيا». وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أهمية الاجتماع الذي عقده مساء أمس وزراء خارجية دول مجلس التعاون في جدة، وقال ل «الحياة» إن الوزراء ادانوا بشدة في اجتماعهم الدوري ال112 حادثة التفجير التي وقعت لمساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، واكدوا تضامن دول المجلس مع السعودية في مواجهة الارهاب، كما شددوا على رفض الارهاب بأشكاله وصوره كافة. وتضمن الاجتماع الوزاري الخليجي عدداً من القضايا المهمة التي تتعلق بدعم مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون، كما يعكس مواقف دول المجلس تجاه قضايا الساعة وبينها الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال واليمن في ضوء أحداث صعدة الحالية، وعلم أن دول المجلس أكدت مجدداً دعمها وحدة وأمن واستقرار اليمن وأهمية الحوار بين اليمنيين. وأشاد العطية بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم مسيرة مجلس التعاون وتعزيز التضامن العربي، وقال إن وزراء الخارجية نوهوا بأهمية مبادرة المصالحة العربية التي أطلقها خادم الحرمين في القمة العربية الاقتصادية في الكويت. كما لفت العطية إلى أهمية الدور الذي يقوم به أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة العربية في دورتها الحالية في دعم العمل العربي المشترك.