بعد تمديد زيارته يوماً لإجراء مزيد من المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، غادر وزير الخارجية الاميركي جون كيري المنطقة من دون التوصل الى اتفاق على معاودة مفاوضات السلام بين الطرفين، لكنه أكد تحقيق «تقدم حقيقي» في بعض القضايا العالقة، وهو ما أقر به الجانب الفلسطيني رغم اعتباره ان هذا التقدم لم يصل الى حدود احداث «خرق» في جدار الخلافات. وقال كيري في مؤتمر صحافي مقتضب في مطار تل ابيب قبل توجهه الى بروناي «أقول لكم إن تقدماً حقيقياً أحرز خلال هذه الجولة. وأعتقد أنه مع بذل المزيد من الجهد فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد. بدأنا بخلافات كبيرة للغاية ونجحنا في تضييقها بدرجة ملموسة». وأشار الى ان الطرفين طلبا منه العودة الى المنطقة قريباً. وكان الوزير الاميركي قال في ختام لقاء مع عباس في رام الله امس: «أجرينا محادثات مهمة وايجابية، ونحن متفقون على اننا انجزنا تقدماً حقيقياً، لكن هناك بعض القضايا التي ما زالت بحاجة الى المزيد من العمل». وأقر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «بعض التقدم تحقق في بعض الامور، لكن لم يحدث اختراق حتى الآن، وما زال هناك فجوة بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي. هناك أمور لا بد من البحث فيها، وسأستمر في العمل مع بعض أعضاء فريق كيري الذين سيبقون هنا». وتتركز الخلافات بين الطرفين في نقاط اربع: وقف الاستيطان والاعتراف بحدود العام 1967، والسماح بإقامة مشاريع اقتصادية فلسطينية في المنطقة (ج)، وإطلاق سراح أسرى ما قبل اوسلو. وذكرت المصادر ان كيري حقق تقدماً في قضيتي الأسرى والمشاريع الاقتصادية، لكنه لم يحقق تقدماً حقيقياً في مسألتي وقف الاستيطان وحدود العام 1967. ولم يكد الوزير الاميركي يغادر اسرائيل حتى ابلغ نتانياهو وزراءه بأنه سيعرض اي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين على استفتاء عام، فيما سربت اوساطه انه ما زال يرفض الشرط الفلسطيني بوقف النشاط الاستيطاني قبل معاودة المفاوضات. وبدلاً من ذلك، أعلن في اسرائيل أمس أن «لجنة التخطيط والبناء المحلي» ستقر اليوم بناء 930 وحدة استيطانية في مستوطنة «هار حوما» المقامة على اراضي جبل أبو غنيم جنوبالقدس. وهو ما اثار غضب الفلسطينيين الذين اعتبروا ان اسرائيل «تضع 930 عقبة امام كيري». ويحرص الوزير الاميركي على معاودة محادثات السلام قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي رفعت مرتبة الفلسطينيين الى دولة غير عضو بصفة مراقب في ايلول (سبتمبر) المقبل.